تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(22/رمضان المبارك/1436هـ)الموافق(10/7/2015م) إلى ثلاثة أمور استهلها سماحته:
الأمر الاول :
تشير المعلومات الواردة من ميادين القتال مع عصابات داعش خصوصاً في بعض المدن المهمة كـ (بيجي) ومن خلال ما تكشفه الوثائق التي يعثر عليها مع قتلاها الى وجود عدد غير قليل من اصحاب الجنسيات الاجنبية والعربية (غير العراقية) الذين يقاتلون ضمن عصابات داعش مما يكشف عن استمرار تهاون وعدم جدية بعض الاطراف الاقليمية والدولية في منع تدفق عناصر جديدة لهذا التنظيم الى العراق لإمداد وتعويض قتلاهُ في المعارك التي سطرَ فيها ابطال القوات المسلحة والمتطوعون انتصاراتهم الرائعة الاخيرة.
ان استمرار سياسة اللامبالاة بل غض النظر المقصود او غير المقصود عن تدفق هؤلاء المغرر بهم الى العراق سيفاقم من خطورة هذه العصابات على هذا البلد وعلى المنطقة بأسرها،
بل سيشكل تهديدا حقيقياً للدول التي ينطلقون منها حيث ان من الممكن ان يعودوا اليها مستقبلا ً ليشكلوا خلايا ارهابية تنشط في الاخلال بأمنها واستقرارها.
ان دول المنطقة وبالخصوص المجاورة للعراق وكذلك الدول التي ينطلق منها هؤلاء الارهابيون مدعوة الى اتخاذ اجراءات حاسمة تحد من التحاق عناصر جديدة بهذا التنظيم الارهابي ولا سيما بملاحظة تزايد عدد الدول التي ينتشر فيها الفكر التكفيري خاطفا عقل وروح العديد من مواطني تلك الدول شباباً وشيباً ، رجالا ونساءً ،
مما يفرض تكاتفاً دولياً للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
الأمر الثاني :
سبق ان نبهنا الى اهمية العناية الطبية بجرحى المقاتلين في القوات المسلحة والمتطوعين وضرورة توفير افضل الامكانات لعلاجهم.. وقد طالب عدد من المختصين ان تولي الجهات المعنية في وزارتي الدفاع والداخلية تطوير صنف الطبابة العسكرية اهتماماً مماثلا ً لاهتمامها بتطوير بقية الصنوف لأنه لا يقل اهمية عنها في الوقت الحاضر في ادامة زخم الانتصار في المعارك الجارية مع الارهابيين.
كما طالبوا بتوفير نظام للحوافز لخريجي الكليات الطبية للانضمام الى الصنف المذكور في الوزارات الامنية لرفدها بعناصر وقيادات علمية تخصصية كفوءة على غرار ما يحصل في الكثير من الدول.
يبقى ان نشيد مرة اخرى بجهود الكوادر الطبية العاملة بجد واخلاص في المستشفيات والمفارز الطبية الميدانية ونشكرهم على ما يؤدونه من خدمات كبيرة للمقاتلين الابطال ونكرر دعوتنا لجميع الكوادر الطبية خصوصاً اصحاب الاختصاص الجراحي ان يساهموا في تطبيب وعلاج الجرحى ميدانياً او في المستشفيات ويشاركوا بفاعلية في هذا الامر المهم الذي يمثل امراً مطلوباً منهم وطنياً وشرعياً واخلاقياً ..
ولابد ان نؤكد ايضاً على المسؤولين في الوحدات المقاتلة المعنيين بأمور الجرحى ان يلتزموا باحترام الكوادر الطبية وعدم تدخل في شؤونهم والتجنب عن تعريضهم للاهانة او التهديد فانه مما لا مسوغ له بالاضافة الى ما يتسبب فيه من الاحباط والعزوف لدى هذه الكوادر عن العمل في هذا المجال..
الأمر الثالث :
تشير النسب المعلنة لنتائج الامتحانات النهائية الوزارية للمرحلة المتوسطة الى تدني نسب النجاح فيها بما يبعث على الاسف ويدعو الى ضرورة دراسة اسباب ذلك من قبل المسؤولين المختصين .. فان الطالب العراقي معروف بشكل عام بالفهم والذكاء وانه يبذل جهده للحصول على افضل النتائج فلابد ان هناك اسباباً اخرى لما حصل من تدني نسب النجاح،
ومن المعلوم ان مستقبل البلد وتنميته وتطويره مرهون بالمستوى العلمي لجيله القادم من الطلبة ..
لذلك ينبغي للجهات المعنية اتخاذ اجراءات جادة لضبط العملية التعليمية والتربوية واعادة النظر في الطرق والاليات والمناهج التعليمية المتبعة في المدارس وتطوير قدرات المعلمين والمدرسين وتوفير الاجواء المناسبة للطلبة سواء أكان في اثناء الدراسة او في اثناء الامتحانات الوزارية..
فلقد اشتكى العديد من الطلبة من سوء الاحوال والاوضاع التي مرّوا بها قبل الامتحانات او في اثناءها وبالذات عدم توفير الاجواء المساعدة في القاعات الامتحانية مما أثّر سلباً على ادائهم.