دعت المرجعية الدينية العليا الاجهزة الاستخبارية لبذل المزيد من الجهد لرصد تحركات العدو وتعزيز وتطوير القدرات الشخصية لمنتسبيها، كما اعتبرت المرجعية أخذ بعض النساء للتزويج عن طريق ما يسمى بالفصلية من اجل حل بعض النزاعات العشائرية امر مستنكر اخلاقاً وشرعاً
وقال ممثل المرجع السيستاني السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم في 17/شعبان/1436هـ الموافق 5/6/2015م من خلال الامر الاول من الخطبة ما نصه "ان التحديات التي يمر بها البلد كثيرة وكبيرة ومن اهمها التحديات الامنية سواء الداخلية او الخارجية، ففي الوقت الذي يدافع ابنائنا الجيش والشرطة والمتطوعون وابناء العشائر.. يدافعون عن بلدنا تحدث بعض الخروقات الامنية في داخل المدن من تفجيرات هنا وهناك وتحصد ارواح العشرات من الابرياء وتخلف اعداداً من الجرحى وهذا يستدعي المزيد من اليقظة والحذر من الجهات الامنية فإن التعامل مع الارهاب والارهابيين لابد ان يكون بدقة ومهنية كبيرتين لذلك لابد ان تكون الاجهزة الاستخباراتية منتبهة دائماً خصوصاً وان حالة المعركة توجب بذل المزيد من الجهد لرصد تحركات العدو وتعزيز وتطوير القدرات الشخصية لمنتسبي هذه الاجهزة..
اما بخصوص الامر الثاني من الخطبة التي القيت من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية فبين السيد الصافي ما نصه "على ابنائنا في الكليات والمعاهد وطلاب المدارس الاعدادية والمتوسطة ان يستفيدوا من اوقات التعطيل فإن الوقت نعمة وعلينا ان نستغله الاستغلال الامثل والأصح فبالإضافة الى التفوّق في ايام التحصيل والدراسة كذلك يجب ان يكون في ايام التعطيل ولعل من جملة الامور التي ينبغي ان تتحقق في العطلة هو السعي الحثيث للدخول في دورات تطويرية فكرية او ثقافية وفي مجالات علمية اختصاصية واخلاقية لغرض الاستزادة من هذه المعارف النافعة وتسجيل حلقات وعقد محاضرات للتثقيف على المواطنة الصالحة والاهتمام بالبلد والاسهام في الحفاظ عليه والتدريب على حمل السلاح والاستعداد لدرء المخاطر عنه لو تطلب الأمر ذلك وكذلك القراءة الجيدة لما يدور من امور من حولنا وزيادة الوعي والادراك فأنتم اليوم طلاب ومسؤوليتكم محددة وغداً تكون مسؤوليتكم أكبر حينما تكونون في مواقع متقدمة لخدمة شعبكم ان شاء الله تعالى..
اما الامر الثالث من الخطبة فقد اعتبرت المرجعية أخذ بعض النساء للتزويج عن طريق ما يسمى بالفصلية من اجل حل بعض النزاعات العشائرية امر مستنكر اخلاقاً وشرعاً وقال السيد احمد الصافي بهذا الخصوص ما نصه "ان بلدنا يحمل من التراث الحضاري الشيء الكثير والحمد لله وقد ساهم في بناء هذا الارث امور كثيرة ومتعددة ولابد من انعكاس ذلك على عموم مجتمعنا واننا لنعتز بالتركيبة الاجتماعية الموجودة في بلادنا بكل وجوداتها ولعل العشائر تحتل مساحة واسعة من هذه التركيبة،ولقد ساهمت هذه العشائر الكريمة في الحفاظ على الطباع العربية الاصيلة من الشجاعة والشهامة والكرم واحترام الكبير واقراء الضيف وامثال ذلك من الاخلاق الفاضلة التي يقرّها الشرع والعرف "
واضاف "قد تحدث بعض الاحتكاكات والمشاجرات بين ابناء العشائر لسبب او لآخر وقد يسعى البعض لفض هذه النزاعات واصلاح ذات البين وهو امر حسن،وحرصاً على ان تكون العشائر الكريمة متقدمة دائماً في الفضائل نود ان نبين الامور التالية:
1- الاسراع بتطويق أي ازمة ومشكلة تحدث من قبل وجهاء العشائر وعدم السماح بأن تأخذ الامور مساحة اكبر من مساحتها الواقعية فان توسيع المشكلة يولّد مشاكل جانبية يصعب السيطرة عليها..
2- ان ردود الافعال لأي مشكلة يجب ان لا تكون اكبر من الفعل نفسه لأن في ذلك خروج من الحق الى الباطل وفي حالات غير قليلة يقع ظلم على بعض الاشخاص ممن لا دور له في المشكلة ومن ذلك ما يتعارف في بعض المناطق من حل بعض النزاعات العشائرية بأخذ بعض النساء للتزويج وهو ما يسمى بالفصلية وهو امر مستنكر اخلاقاً وشرعاً..
فإنه لا يجوز في حال من الاحوال ان تجبر المرأة على الزواج ممن لا تريد ولا ولاية للاب ولا لغيره في ان يزوجها خلافاً لمصلحتها فاتقوا الله يا كرام واجتنبوا هذه الممارسات البعيدة عن الشرع والاخلاق..
3- على العشائر الكريمة ان تستفيد من العلماء وطلبة العلوم الدينية من ابناء العشائر وغيرهم في وضع الحلول للمشاكل خشية من ان تكون لبعض الافكار والحلول المتعارفة تداعيات سلبية..وان التشاور في هكذا امور امر مستحسن والتعصّب للحق امر مطلوب لا لغيره وقد نُسبَ لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فليكن تعصبّكم لمكارم الخصال ومحامد الافعال ومحاسن الامور واذا لم يتمكن احد من الاصلاح فلابد من الرجوع الى المحاكم وبما يكون الحل مرضياً للجميع وفقاً للمعايير الشرعية والاخلاقية.