أدانت المرجعية الدينية العليا الاعتداءات التي حصلت في منطقة (الأعظمية) ليلة الأربعاء الماضية وأشادت بالإجراءات السريعة التي تصدت من خلالها القوات الأمنية لتطويق الأحداث الأخيرة بالأعظمية كما دعت إلى وضع خطة شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية في ضوء المعايير والضوابط المهنية للمؤسسات العسكرية في سائر الدول.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ (عبد المهدي الكربلائي ) خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 26 رجب الأصب/1436هـ الموافق 15 /5/ 2015م ما نصه : في الوقت الذي نعرب فيه عن إدانتنا الشديدة وأسفنا البالغ لما حصل من اعتداءات في منطقة الأعظمية ليلة الأربعاء الماضية نشير إلى أن المأمول من القادة السياسيين ومن وسائل الإعلام التعامل مع مثل هذه الأحداث على مستوى المسؤولية الوطنية والدينية التي تفرضها الظروف الحساسة والاستثنائية للبلد وهو يواجه الإرهاب الداعشي الذي يستهدف الجميع بلا استثناء.
وأضاف " إن هناك العديد من الاعتداءات التي تقع باستمرار في بغداد وغيرها وتستهدف المواطنين الأبرياء وتخلّف الكثير من الضحايا بينهم ويقصد بها الانتقام الأعمى أو إثارة الفتنة الطائفية، فيفترض بالجميع أن يتعاملوا مع كل ما يحدث بوعي وحكمة بعيداً عن الازدواجية أو الانجرار وراء العواطف، والتشنج في الخطاب الذي يحمل أحياناً في مطاويه طابع الاتهام المتسرع نحو عناوين طائفية ويستبطن الإثارة لمكون على مكون آخر" .
وتابع " إن حساسية الأوضاع التي يمر بها البلد ولا سيما في المناطق المختلطة التي تعيش فيها مكونات مختلفة من أبناء الشعب العراقي تحتم علينا أن نعمل بكل ما نستطيع للحفاظ على التعايش السلمي المبني على التآلف والانسجام بين هذه المكونات".
كما وأشادت المرجعية الدينية العليا بالإجراءات السريعة التي تصدت من خلالها القوات الأمنية لتطويق الأحداث الأخيرة فإنه أمر يبعث على التفاؤل بأن القوات الأمنية ستقف بحزم أمام أية محاولات لإثارة الفتنة وستتصرف بمهنية تناسب مع مسؤوليتها الوطنية والدينية.
ودعت المرجعية من خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف التي تابعتها( وكالة نون الخبرية) إلى دراسة الأسباب التي أدت إلى سقوط الموصل وبقية المدن بيد عصابات (داعش) في شهر حزيران من العام الماضي وما أعقبه من تقديم تضحيات عظيمة من أبناء الشعب العراقي واستنزاف الكثير من الأموال والموارد في مواجهة هذه العصابات ودرء خطرها ... مبينة أن هذه الدراسة تستدعي من الجهات المختصة وضع خطة شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية في ضوء المعايير والضوابط المهنية للمؤسسات العسكرية في سائر الدول، ومن ذلك اختيار القادة الكفوئين الوطنيين لمختلف المواقع بعيداً عن أي محسوبية أو مجاملة أو انتماء أضيق من دائرة الولاء للشعب والوطن، والعمل على إبعاد التأثيرات السياسية للكتل والأحزاب عن المؤسسة العسكرية بشكل تام.
وأضاف (الشيخ الكربلائي) " من المهم أيضاً أن يأخذ جهاز الاستخبارات حقه من الاهتمام ويبنى على أساس مهني صحيح ليتمكن من أداء دوره في إنجاح المؤسسة العسكرية كما دعا إلى ضرورة أن تبادر جميع القوى التي تقاتل الإرهاب في هذه المرحلة بالذات إلى تنسيق جهودها وتتعالى عن المصالح الفئوية والشخصية فإن هذا من أهم الشروط في نجاحها وانتصارها" .
كما جددت المرجعية الدينية العليا دعوتها إلى تأمين حوائج الجرحى وذوي الشهداء والعوائل النازحة عن مواطنها من قبل ميسوري الحال حيث قال الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) ما نصه : " تستمر معاناة الجرحى وذوي الشهداء والعوائل النازحة عن مواطنها وفي ظل عدم قيام المؤسسات الحكومية بتأمين حوائج هذه الشرائح بالشكل المطلوب فإنه يجدر بميسوري الحال من المواطنين الكرام أن يستمروا في تقديم العون لهم كما قاموا بذلك خلال الشهور الماضية، أداءً للمسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية كما نوصي جميع المواطنين بضرورة التعامل بالحسنى وحفظ كرامة النازحين الذين تركوا ديارهم وأموالهم كرهاً ويحنون للرجوع إليها في أقرب فرصة ممكنة فالله الله في هؤلاء فهم إخوانكم وأخواتكم الذين ينبغي أن تحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وتكرهوا لهم ما تكرهون لأنفسكم.