قرأنا بقلق عميق ما نشر على موقع الأزهر من دعوى تعرض أهل السنة في العراق للإبادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من داعش
* إن الحشد الشعبي ليس شيعياً خالصاً، وإنما هو لكل العراقيين
* تأكدنا بأن المعاملة بأحسن ما تكون مع المدنين
* قرار التحرير لمدينة صلاح الدين جاء نتيجة مطالبة أهلها لما نالهم من الإرهاب والتنكيل والتدمير
أعلن سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأييده) عن رسالة وجهها مكتب سماحة المرجع (دام ظله) إلى الأزهر يوضح فيها قلق سماحته من تصريحاته الأخيرة تجاه عمليات التحرير، وبين مدير المكتب الشيخ علي النجفي إن الرسالة تضمنت إيضاح لما يجري حالياً في العراق من عمليات تحرير للمناطق المحتلة من قبل داعش، موضحا إن المكتب قرأ بقلق عميق ما نشر على موقع الأزهر من دعوى تعرض أهل السنة في العراق للإبادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من داعش حيث فرح أهلنا من أهل السنة بذلك النصر على قتلتهم ومعذبيهم المتوحشين شرّابي الدماء.
وكان مصدر قلقنا هو إن أكاذيب ودعايات داعش وداعميها وصلت إلى من يرفض داعش وأعمالها فيتبنّاها كأنها حقائق ثابتة بينما هي مخالفة للواقع جملة.
النجفي بين إن فتوى المرجعية هي لتخليص الشعوب الإسلامية من زمرة موتورة مدفوعة من قبل أعداء الإسلام بلا أدنى شك، وهي في الغالب تريد أذى أهل السنة أكثر مما تريد أذى الشيعة، والدليل هو سبر الواقع وخارطة أذاهم في العالم الإسلامي. كما أنهم عرّضوا كامل العراق للسقوط بيد أنصار إسرائيل، وقد أوقفنا ذلك بدعوة الشعب العراقي الأبي ليقوم بواجبه رغم الإرادات العالمية والإقليمية التي تريد سقوط دولة مثل العراق لتنشر فيها الفوضى وذوبان الشعب ببحر من الدماء، وقرارهم بعد العراق هو اتجاههم إلى مصر سلمها الله من هؤلاء. فالعراق هو السور الأول لمصر لمن يعرف بواطن أمر هؤلاء.
وأضاف سماحته إن قرار تحرير محافظة صلاح الدين والمحافظات الأخرى كان نتيجة مطالبة أهلنا في المناطق السنية لما نالها من الإرهاب والتنكيل والتدمير، وكان القرار من قبل الحكومة العراقية وليس من قبل الحشد الشعبي، وقد استعانت الحكومة بالحشد الشعبي لتحقيق نصرٍ بطريقة شعبية.
إلى ذلك بين سماحته إن الحشد الشعبي ليس شيعياً خالصاً، وإنما هو لكل العراقيين ففيه سنة ومسيحيون وآيزيديون بالإضافة إلى الشيعة مستغرباً من موقف العالم تجاه ما يجري في العراق ودعمه الضعيف لجهود تحرير العراق، موضحاً بقوله: "إن القوى العالمية لا تقبل بمساعدة العراق جدياً ولا تسلمه الأسلحة التي اشتراها منها في الوقت المناسب ولم تقف دون وصول السلاح إلى داعش للأسف".
وأضاف تأكدنا بأن الجيش العراقي قد فسح المجال لأبطال الحشد الشعبي السني بأن يقفوا مع إخوانهم من الجيش وبقية الحشد الشعبي الشيعي لدخول المدن في المحافظة, وتأكدنا –الحديث للشيخ النجفي- بأن المعاملة بأحسن ما تكون مع المدنين، ولا نستطيع أن ننفي انتقام بعض إخواننا من الحشد الشعبي السنيين من داعش فقد يكون ذلك إتباعاً لفتواكم بوجوب صلب وتقطيع أيدي الداعشيين عقب إحراق داعش للشهيد الكساسبة باعتبارهم أهل حرابة ومفسدين في الأرض كما بين المكتب في الرسالة التي بعثها ان المرجعية تأكدت من خلال مراقبتها التي تفرضها عليها مسؤوليتها الشرعية إن الحكومة العراقية كانت حريصة جداً على سلامة المدنيين ، وقد وفّرت لكل مكان حرّرته سبل إخراج المدنين بكل صورة.
كما واعتبرت الرسالة الهدف من هذه الصيحات الطائفية هو إيصالها لمراكز معتدلة وملتزمة بالشرع وبعيدة عن الجريمة إنما هي للتغطية على الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، بطريقة إشغال القيادات بمعطيات كاذبة وذات طابع طائفي، بينما ليس هناك أي طائفية إلا من داعش وأمثالهم فهم يقتلون السنة والأشاعرة بحجج طائفية بإعتبارهم لا يتفقون معهم مذهبياً موجهاً الدعوة للأزهر لإرسال لجان لمعرفة ما يجري في العراق بدلا من توجيه الاتهامات.
الرسالة بينت أن هذه التصريحات قد تدفع بأبناء الحشد الشعبي بترك مواقفهم من الحرب وترك تلك المدن وما تبقى من أهل السنة يواجهون داعش، موضحاً إن هذه ستكون تصفية لما تبقى من أهل السنة في العراق "إننا نخشى أن يكون رد فعل الحكومة العراقية والحشد الشعبي نتيجة هذه الصيحات هو ترك المناطق السنية لداعش لتقتل ما تبقى من أهل السنة"، وفيما يلي نص الرسالة التي بعثها مكتب سماحة المرجع (دام ظله) إلى الأزهر في مصر.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
السّلامُ عليكم وَرحمةُ اللهِ وبركاتُه..
قرأنا بقلق عميق ما نشر على موقع الأزهر من دعوى تعرض أهل السنة في العراق للإبادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من داعش حيث فرح أهلنا من أهل السنة بذلك النصر على قتلتهم ومعذبيهم المتوحشين شرّابي الدماء.
وكان مصدر قلقنا هو إن أكاذيب ودعايات داعش وداعميها وصلت إلى من يرفض داعش وأعمالها فيتبـنّاها كأنها حقائق ثابتة بينما هي مخالفة للواقع جملة.
ولهذا أحببنا أن نوضح لفضيلتكم بعض الأمور لما نكنّ من معزة واحترام لشخصكم ولمقامكم السامي:
1. إن فتوانا هي لتخليص الشعوب الإسلامية من زمرة موتورة مدفوعة من قبل أعداء الإسلام بلا أدنى شك، وهي في الغالب تريد أذى أهل السنة أكثر مما تريد أذى الشيعة والدليل هو سبر الواقع وخارطة أذاهم في العالم الإسلامي . كما أنهم عرّضوا كامل العراق للسقوط بيد أنصار إسرائيل، وقد أوقفنا ذلك بدعوة الشعب العراقي الأبي ليقوم بواجبه رغم الإرادات العالمية والإقليمية التي تريد سقوط دولة مثل العراق لتنشر فيها الفوضى وذوبان الشعب ببحر من الدماء ، وقرارهم بعد العراق هو اتجاههم إلى مصر سلمها الله من هؤلاء.
فالعراق هو السور الأول لمصر لمن يعرف بواطن أمر هؤلاء.
2. إن قرار تحرير محافظة صلاح الدين والمحافظات الأخرى كان نتيجة مطالبة أهلنا في المناطق السنية لما نالها من الإرهاب والتنكيل والتدمير، وكان القرار من قبل الحكومة العراقية وليس من قبل الحشد الشعبي، وقد استعانت الحكومة بالحشد الشعبي لتحقيق نصرٍ بطريقة شعبية، لأن القوى المؤثرة سياسياً تقف لصالح التخريب والتدمير لبلاد المسلمين، فلا بدّ من الخروج عن الإرادات المدمرة لبلاد المسلمين. فلهذا ليس هناك من لوم على الحشد الشعبي، وإنما هو قرار الحكومة العراقية، كما هو قرار الحكومة المصرية باستئصال المجرمين الإرهابيين الذين يتدرعون بالمدن والقرى وبالشعارات الدينية الكاذبة البعيدة عن شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم).
3. إن الحشد الشعبي ليس شيعياً خالصاً، وإنما هو لكل العراقيين ففيه سنة ومسيحيون وآيزيديون بالإضافة إلى الشيعة، وهناك الألوف من رجال السنة الشرفاء وأهل الغيرة على أوطان المسلمين يحاربون في المقدمة وهم يتبنون إزالة خطر داعش عن مدنهم وبلدانهم بمساعدة إخوانهم العراقيين من الجيش والشعب.
4. إن القوى العالمية لا تقبل بمساعدة العراق جدياً ولا تسلمه الأسلحة التي أشتراها منها في الوقت المناسب ولم تقف دون وصول السلاح إلى داعش للأسف.
5. لو كان الشيعة منفلتين وانتقاميين لقاموا بالانتقام ممن أعدم أكثر من أربعة ملايين من شبابهم في حال حصول الفوضى التي أعقبت انهيار الطغاة. ولكن لم يحصل هذا قط ، بل إن عدم الاستجابة لهذا الظرف طمّع بعض من أغراهم الشيطان فقاموا بحرب طائفية بكل اتجاهاتها لقتل الناس في الشوارع والمحلات حتى وصل عدد السيارات المفخخة التي تضرب أسواق المسلمين الشيعة بحدود العشرين مفخخة في اليوم ولم نسمع بمواقف منكم ولا من غيركم تتناسب مع حجم الجرائم الكارثية ضد الشيعة المؤمنين المسلمين، كما حدث القتل على الهوية، وسب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علناً لاستفزاز الشيعة، فلم يحدث أي رد فعل سلبي من الشيعة والتزموا بالمنهج القويم المستند إلى الشرع الشريف، فكانت صفة الانضباط هي ما تشهد له دوائر المراقبة العالمية حتى من أعداء الشعوب الإسلامية، وكل ما قيل ما هو إلا أكاذيب ممن يريد تدمير العالم الإسلامي بهذه الحجة الواهية.
6. لقد تأكدنا بأن الجيش العراقي قد فسح المجال لأبطال الحشد الشعبي السني بأن يقفوا مع إخوانهم من الجيش وبقية الحشد الشعبي الشيعي لدخول المدن في المحافظة، وقد تأكدنا بأن المعاملة بأحسن ما تكون مع المدنين، ولا نستطيع أن ننفي انتقام بعض إخواننا من الحشد الشعبي السنيين من داعش فقد يكون ذلك إتباعاً لفتواكم بوجوب صلب وتقطيع أيدي الداعشيين عقب إحراق داعش للشهيد الكساسبة باعتبارهم أهل حرابة ومفسدين في الأرض، ولكننا لم نتأكد حدوث مثل ذلك عملياً وإنما على فرض أن بعض أبطال الحشد الشعبي السني قام بالإنتقام، وقد تعوّدنا على الأكاذيب المستمرة من الإعلام الداعم لداعش الذي يتظاهر بالحيادية، وهو يثير النعرات الطائفية لأعمال هو من يقوم بها، ويدفع عليها المال مع التحريض والتنظيم.
7. لقد تأكدنا من خلال مراقبتنا التي تفرضها علينا مسؤوليتنا الشرعية إن الحكومة العراقية كانت حريصة جداً على سلامة المدنيين، وقد وفّرت لكل مكان حرّرته سبل إخراج المدنين بكل صورة، ولا نعلم إنْ كانت داعش تحتجز بعض المدنين ولم تسمح لهم بالمغادرة، وهذا أمر بسيط من جرائمهم النكراء.
8. إن هذه الصيحات الطائفية التي يراد إيصالها لمراكز معتدلة وملتزمة بالشرع وبعيدة عن الجريمة إنما هي للتغطية على الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، بطريقة إشغال القيادات بمعطيات كاذبة وذات طابع طائفي، بينما ليس هناك أي طائفية إلا من داعش وأمثالهم فهم يقتلون السنة والأشاعرة بحجج طائفية باعتبارهم لا يتفقون معهم مذهبياً، فنرجو أن ترسلوا محققين من قبلكم إلى الحكومة العراقية لاستبيان حقيقة الموقف ونحن معكم في هذا الاستبيان، فإن المهاجمين في الخطوط الأولى هم أبطال العراق من كل طوائفه من الشيعة وأهل السنة، ولا نظن بهم إلا خيراً.
9. إننا نوجه نظركم إلى أن تأثير بعض المندسين بين أصحاب القرار الديني لصالح داعش إنما يراد به إنعاش مشروع الجريمة ضد بلاد المسلمين، في سبيل إنجاح مهمة إسقاط كل الدول الإسلامية، فقد بدءوا بسوريا وأرادوا التثنية بلبنان ولكن الأبطال والواعين لم يسمحوا بذلك، فثلثوا بالعراق وأن شاء الله تعالى لن يسمح العراقيون بذلك، والدور الآتي هو على مصر وبعدها السعودية، وكلنا مع المسلمين المخلصين لدينهم ضد أعداء الإسلام.
10. نأمل قبول الدعوة بإرسال لجنة تحقيق إلى الحكومة العراقية التي يتقاسمها السنة والشيعة والكرد مثالثة، مع إن الشيعة هم أغلبية فرضوا بالمثالثة دفعاً لتهمة الطائفية في الحكم ولم يشفع لهم ذلك، ولم يلفت نظر الأخوة في العالم العربي لهذا الكرم من أغلبيةٍ لها الحق فتنازلت عن حقوقها من أجل السلام والأمن، إلا إن عملاء الأجانب وأعداء الإسلام يقلبون الحقائق ويحاولون تأجيج الفتن من لا شيء إطلاقاً.
11. إننا نخشى أن يكون رد فعل الحكومة العراقية والحشد الشعبي نتيجة هذه الصيحات هو ترك المناطق السنية لداعش لتقتل ما تبقى من أهل السنة ممن نجا منهم، وهو مخالف لهم في هواهم، سائلين الله أن يحمي العراق وأهله من هذا البلاء، ونعلن معكم بأننا قلقون فيما إذا أصاب الأبرياء أي مكروه، فإن دم المسلم من أعظم المحرمات عندنا. وقد أصدرت المرجعيات في النجف الأشرف بيانات دقيقة في ذلك نأمل منكم الإطلاع عليها لتعرفوا حجم الاهتمام والتوصيات في الحفاظ على دماء المسلمين الأبرياء والسعي لتخليص أرواحهم من الظلم، وليس بظلمهم والعياذ بالله.
نشكر لكم تقبل هذه التوضيحات سائلين المولى (عزّ وجلّ) العز للإسلام والمسلمين على أعدائهم المتلبسين بلباس الإسلام كذباً وزوراً. ونسألكم الدعاء بإزالة هذه الغمة الطائفية التي يرعاها كفارٌ حاربوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمثل هذه الأكاذيب. والسلام..