كثيرةٌ هي المبادرات والبرامج التي شرعت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بتقديمها، من أجل أن تبثّ روح الإبداع والتطوّر داخل فئات المجتمع المختلفة عن طريق مشروع فتية الكفيل الوطني، الذي استقطب الكثير من شرائح المجتمع المختلفة من داخل مدينة كربلاء وخارجها؛ فكان من ضمنها البرنامج التوعويّ والتثقيفيّ الخاص بطلبة المدارس الابتدائية والمتوسّطة، وتضمّن منهاجه مجموعةً من الفقرات المتنوعة منها ما يخصّ الجانب الدينيّ والفقهي.
البرنامج الذي أشرفت على إقامته وحدة النشاطات المدرسية يأتي ضمن السعي الدؤوب والمتواصل لبناء جيلٍ واعٍ مُتعلِّم عن طريق رفد وتقوية معلوماته الدينية والثقافية والعلمية والفكرية، وذلك من خلال إنشاء برامج خاصَّة تقوم برعايته وفقاً لجدول تمّ إعداده على أن يشمل جميع مدارس المحافظة المقدّسة في مرحلةٍ لاحقة.
البرنامج ضمّ جملةً من الفقرات كان أبرزها القيام بزياراتٍ للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية فضلاً عن جولةٍ في بعض مرافق العتبة العباسية المقدسة الخدمية منها والاستثمارية، ويشمل كذلك إلقاء محاضرات دينية في الفقه والعقائد وعلوم القرآن، إضافةً الى محاضرات في التنمية البشرية بما يتلاءم مع أعمارهم.
السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية في العتبة العباسية المقدسة، والذي قام بإلقاء المحاضرات الدينية بيّن من جانبه لشبكة الكفيل: "أبارك وأحيّي تلك الجهود المبذولة من قبل الإخوة الأعزاء في شعبة العلاقات الجامعية لما يبذلونه من جهود متواصلة في سبيل رفد الجانب العلميّ، والإسهام في رفع المستوى الثقافي وبالخصوص لشبابنا وطلبتنا، وهذه المبادرة في الحقيقة جميلة جداً وهي ليست الأولى وإن شاء الله ليست الأخيرة، والتي تعمل على تثقيف الطالب وتنمية مواهبه وقدراته والارتقاء به في سلّم المعرفة والتكامل وإيجاد حلقة ربط متواصلة بين المجتمع والعتبات المقدّسة ليطّلع الطالب من خلالها على المشاريع التنموية والتثقيفية والتربوية وغيرها، وفي الختام أبارك للإخوة وأشدّ على سواعدهم الطيّبة وأقول: هنيئاً لكم وعملكم هذا يدخل الفرح والسرور على قلب مولانا صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وإنّ الشابَّ العراقيّ بحاجة الى مثل هذه المخيمات التي تعمل على ربطه بقادته وأئمّته(عليهم السلام)".
من جهته شكر المرشدُ التربويّ الأستاذ حمزة علوان من إعدادية عثمان بن سعيد للبنين هذه الالتفاتة الرائعة من العتبة المقدسة تجاه أبنائها الطلبة، معتبراً تلك المساهمة خطوةً جيدةً جداً تصبّ في بناء جيلٍ مُتعلمٍ وواعٍ، لأنَّها فكرة جديدة ضمن نشاطات العتبات المقدَّسة، ولأنَّ الطالب يحتاج مثل هكذا سفرات تصقل مهاراته المعرفية وتنمّي حصيلته الثقافية وترسّخ في نفسه الواعز الديني ومبادئ الدين الحنيف التي ثبَّتها الإمام الحسين(عليه السلام) في ثورته الخالدة".
مُضيفاً: "لقد استفدنا كثيراً من هذه الدورة لاسيّما عندما أفادنا سماحة السيد بهذه المعلومات القيمة، ونشكر العتبة العباسية المقدّسة لإقامتها مثل هكذا نشاطات تعمل على كسب شريحة الشباب وتوجيههم بالاتّجاه الصحيح".
الطلاب وأولياء أمورهم أيضاً شكروا العتبة العباسية المقدسة لإقامتها ورعايتها هذا البرنامج الذي يحتاجه الطالب وهو بأمسّ الحاجة له، لما يمتلك من أهمية بالغة ويترك أثراً إيجابيّاً في نفسيّته كون المدرسة لا تسطيع وحدها أن تربّي وتعدّ جيلاً ما لم تتضافر جهود أخرى في مقدّمتها العتباتُ المقدّسة.