بإشراف قسم المشاريع الهندسية التابع للعتبة العباسية المقدسة تمّ الانتهاء مؤخّراً من مشروع بناية إذاعة الكفيل ومعهد الكفيل لتقنية المعلومات وتطوير المهارات التابعَيْن لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، ويأتي هذا المشروع ضمن المشاريع التي تدأب على إقامتها وإنشائها العتبةُ العباسيةُ المقدسة والمتلائم مع توسيع نطاق مشاريعها وتطلّعاتها المستقبلية لاسيّما المتعلّقة بالشؤون الفكرية والثقافية منها، لما لها من أهميةٍ بالغةٍ في عالمٍ يعجّ بشبكاتٍ معقّدةٍ ومتعدّدة من وسائل الإعلام، الأمر الذي بات لزاماً الدخول بهمّةٍ ونشاط الى تلك المنظومة وتقديم المناهج والتعاليم الإسلامية بأفضل صورة.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن لشبكة الكفيل: "قدّمت العتبة العباسية المقدسة كلَّ ما تستطيع لتطوير عمل الإذاعة مالياً ومعنوياً وفي كلّ المجالات التي تسهم في تطوير عملها والنهوض به، وملائمته لما يشهده العالم من تطوّرٍ في هذا المجال وعلى المستوى العمراني والتقني، وآخرها كان هذه البناية".
وتابع: "المبنى مكوّن من أربعة طوابق، الأرضي: مخصّص للإدارة، والأوّل: يحتوي على قاعات دراسية، والثاني: سيكون لاستوديوهات البثّ والتسجيل والمونتاج، والطابق الأخير وهو الخدمي: يحتوي على مخازن وغرف الكهرباء والسيطرة، كذلك يحتوي على منظومات للحريق والإطفاء والإنذار المبكّر، إضافةً للمنظومات المستخدمة الأُخَر، وتشمل منظومات (الستلايت) والمراقبة الالكترونية والكاميرات، ومنظومة إنترنت وبدالة هاتف".
مُضيفاً: "تبلغ مساحة المبنى (400م2) ويقع في شارع العباس(عليه السلام) قرب مبنى المحافظة، وتمّ وضع التصاميم له بما يلائم عمل الإذاعة وخصوصيّاتها، باعتبار أنّ الكادر نسويٌّ بشكلٍ كامل. حيث تمّ تخصيص الطابق الأرضي والأوّل لمعهد الكفيل لتقنية المعلومات وتطوير المهارات، ووحدة (3D MAX) التابعة لشعبة الانترنت, بالإضافة إلى وحدات أُخَر، والطابق الثاني خُصّص لمعهد الكفيل لتقنية المعلومات وتطوير المهارات حيث تمّ تزويده بقاعات دراسية خاصة بالدورات فضلاً عن أماكن إدارية أخرى، أمّا الطابقان الآخَران (الثالث والرابع) فقد خُصّصا لإذاعتَيْ الكفيل والرياحين وبقيّة منشآت البناية، والتي بضمنها أربعة استوديوهات لإذاعة الكفيل والرياحين: اثنان منها للبثّ المباشر واثنان للتسجيل, وقد صُمّمت غرف الاستوديو بتقنيات حديثة تعتمد على التقنية الرقمية من ناحية دخول وخروج الصوت".
وبيّن الصائغ: "غُلّفت الواجهة الأمامية للمبنى بمادة الكوبون (Aluminium compasint panel)، ومن الداخل بالمرمر باستثناء الاستوديوهات، وزُوّد المشروعُ بمنظومات للكهرباء والحريق والإنذار المبكر, والمنظومات الأخرى المستخدمة هي منظومات الستلايت والمراقبة الالكترونية والكاميرات ومنظومة الإنترنت وبدالة هاتف، ويحتوي أيضاً على كلّ المستلزمات المطلوبة للإذاعة".
ومن الجدير بالذكر أنّ الهدف من إنشاء إذاعة الكفيل هو لرفد الأثير العراقي خصوصاً والإسلامي عموماً بصوتٍ ينقل هموم المرأة والأسرة المسلمة، ويحاول معالجتها وفق الرؤى الشرعية التي لم تتركْ مورداً إلّا ولها فيه حكم، وللمساعدة في تربية الأطفال وفق منهجٍ سليمٍ وصحّي نفسياً وجسمياً، وسًمّيت بـ(الكفيل) تيمّناً بكفيل العيال وحامل لواء الإمام الحسين أبي الفضل العباس(عليه السلام). ومنهجية الإذاعة معتمدة على النظم الإسلامية المحمّدية في بناء شخصية الإنسان عموماً والمرأة والطفل والأسرة خصوصاً، وصيرورة الإنسان فرداً ناجحاً بنفسه مفيداً لمجتمعه، وهو في كلّ ذلك مطيعٌ لربّه مُعرضٌ عن معاصيه. وممّا تنفرد به إذاعةُ الكفيل عن غيرها من الإذاعات في العراق والعالم هو أنّ كادرها الفنيّ والإداريّ من النساء فقط، ولا توجد في العالم كلّه إذاعةٌ جميعُ أفرادها من النسوة فقط إلّا إذاعة الكفيل، وهذا حسب ما توصّلنا اليه من جَمْع معلومات عن الإذاعات المحلّية والعالمية.