في إطار برنامجها الإنسانيّ والخيريّ الذي تبنّته لرفع معاناة النازحين تُواصل لجنةُ إغاثة المهجّرين في العتبة العباسية المطهرة تقديم مختلف المعونات للعوائل النازحة والمسجَّلة عند اللجنة، والتي وصلت أعدادها الى أكثر من (22ألف) نازح ومهجّر منتشرين في الحسينيات وبعض الدور السكنية داخل المدينة وعند مداخلها.
السيد نافع نعمة الموسوي رئيس اللجنة المذكورة بيّن لشبكة الكفيل: "لجنة إغاثة المهجّرين عملُها مستمرّ ومتواصل بدون انقطاع، وتعمل بجميع إمكانياتها المتاحة على تقليل وتذليل معاناتهم الشديدة على صعيد الإيواء والإسكان والخدمات الإنسانية الأخرى وسط غيابٍ شبه تامّ من الجانب الحكوميّ، وتأتي هذه المساعدات ضمن برنامج اللجنة لمساعدة العوائل والتخفيف عنهم وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات حياتية وبمساعدةٍ من بعض أصحاب الخير".
مضيفاً: "ومع دخول فصل الشتاء تمّ وضع خطةٍ بتوزيع وجباتٍ عديدة من المدافئ الكهربائية والأغطية التي سبقتها وجبات أخرى من أجهزة منزلية وملابس شتائية، ولكنّ الغالبية العظمى من النازحين قاطنون في حسنيات وبطبيعة بنائها فإنّها ذو فضاءاتٍ واسعة تصعب تدفئتها خاصة في هذه الأيام التي تشهد برداً قارساً وأمطار، ممّا ولّد حالات من الأمراض خاصة عند الأطفال والذين يمثّلون النسبة الأكثر".
وفي ختام حديثه قال الموسوي: "نُطالب الحكومة وباقي المنظمات الإنسانية بتحمّل مسؤولياتها تجاه النازحين والعمل على إيجاد حلولٍ جذرية وليست ترقيعية، وتأمين المتطلّبات الأمنية والإنسانية بمختلف صورها، خاصة مع انعدام فرصة عودتهم الى مناطقهم وعدم رغبة بعضهم بالرجوع اليها باعتبارهم خسروا كلّ شيء، بسبب ما تعرّضوا اليه على يد العصابات التكفيرية والإرهابية من خوارج العصر وأعوانهم وبدوافع طائفية مقيتة ونزعات إجرامية شريرة، فنحتاج لتضافر الجهود والإمكانيات لإنهاء معاناتهم وتذليل صعاب الحياة التي يعيشونها".
يُذكر أنّ المرجعية الدينية العُليا قد دعت في وقتٍ سابق وعلى لسان معتمدها الشيخ عبدالمهدي الكربلائي أنّه: "في ظلّ الأوضاع المزرية والصعبة جداً التي يعيشها النازحون من مختلف مناطق القتال.. فإنّنا ندعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالإغاثة الى الإسراع بإغاثة هذه العوائل، والتي تعيش محنة إنسانية صعبة، كما ندعو جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الإنساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل، وذلك بإغاثتهم بكلّ ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى لهم..".
ومن الجدير بالذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة وانطلاقاً من واجبها الأخلاقي المتماشي مع توجيهات المرجعية الدينية العُليا بالوقوف مع العوائل النازحة موقفاً إنسانياً، قد شكّلت لجنةً مختصّة بالإشراف على استقبال النازحين من المناطق الساخنة التي شهدت أعمال قتل وتهجير، والعمل على تهيئة مستلزماتهم المكانية والمعيشية، وضمن إمكانياتها المتاحة التي سخّرتها لهذا الغرض.