يقول الباحث الفرنسي فيليب بيرار: “عندما نكون مصابين بداء السكري، يجب أن نعرف ما هو الجلوكوز، إنه حساب نسبة السكر في الدم لدينا. الأطباء يقولون إننا ننا بحاجة إلى القيام بذلك أربع مرات في اليوم. نقوم بوخز أصبعنا، فتظهر قطرة صغيرة من الدم. نضعها على اختبار وخلال خمس ثواني نحصل على النتيجة.”
البنكرياس هو الذي يتحكم عادة في مستوى السكر في الدم، وعندما يكون البنكرياس في حالة جيدة، فإنه ينظم باستمرار إفراز هرمون الأنسولين. لكن يمكن أن يصاب هذا التوازن بخلل، لأن خلايا البنكرياس المسماة “بيتا” لا تعمل بشكل جيد، فينتج عنه داء السكري بنوعيه الأول و الثاني.
تقول ميريام كنوب، المختصة في أمراض السكري، بالجامعة الحرة في بروكسل:“لدينا السكري من النوع الأول، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية و فيه يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا. هذه الخلايا تموت والنتيجة هي فقدان المريض خلايا بيتا فلا يمكنه انتاج الأنسولين إطلاقا ، أما في النوع الثاني من مرض السكري فإن خلايا بيتا تبقى موجودة في البنكرياس ولكنها لا تعمل بشكل جيد، اي أنها موجودة لكنها لا تنتج ما يكفي من الأنسولين.”
منذ 30 عاما، حاول الباحثون في جميع أنحاء العالم، دون جدوى إعادة إنتاج هذه الخلايا في المختبر لدراسة وفهم الخلل الوظيفي الذي يطرأ عليها.
فريق البروفيسور رافائيل شارفمان في باريس تمكن من تحقيق ذلك اليوم.
يقول البروفيسور رافائيل شارفمان :“لقد خلقنا، مثلما نرى على الشاشة، خلايا بيتا البشرية، وهذه الخلايا تحتوي على الأنسولين وتنتجه، وهو ما يمثله هنا اللون الأحمر”
ولكن كيف نجح هؤلاء الباحثين في خلق هذه الخلايا البشرية؟
يضيف البروفيسور رافائيل شارفمان:” لقد أظهرنا أننا يمكننا من خلال الحصول على قطعة صغيرة من بنكرياس الإنسان قبل الولادة، و زرعها في في الفئران، الحصول على خلايا تهمنا وهي خلايا بيتا ولكن بكمية غير كافية.
أضفنا ما نسميه جين خالد يسمح بتضخيم خلايا البيتا لدى الفأرو تطويرها. نسترجع هذه الخلايا من الفأر ونضعها في محضنة خاصة ، فتصبح هامة جدا لفهم كيف تدمر خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وكيف تفشل في عملها لدى مريض السكري، وقد نكتشف يوما ما أدوية جديدة لمختلف أنواع أمراض السكري”
حوالي 85٪ من مرضى السكري اليوم يعانون من النوع الثاني لهذا المرض والمرتبط عادة بزيادة الوزن والسمنة. والأمر المقلق حقا هو زيادة انتشار هذه المرض بصفة كبيرة في السنوات المقبلة. ولكن هناك جرثومة تدعى “أكرمنسة” يمكنها أن تساهم في مساعدة مرضى السكري بنوعه الثاني، الباحث باتريس كاني سيحدثنا أكثر عن هذا الموضوع. يقول الباحث باتريس كاني:“هذه البكتيريا، اكتشفناها عن طريق الصدفة تماما. عليكم أن تعرفوا أننا نعيش مع 100،000 مليار من البكتيريا في الأمعاء. كما هو معروف منذ زمن طويل، فإن هذه البكتيريا تساعدنا على هضم الأطعمة. في هذه الحالة، بينا أن بكتيريا أكرمنسة يمكنها التواصل فعلا مع الخلايا البشرية، و تعديل استخدام السكرمن قبل الجسم وربما التحكم في مرض السكري من النوع الثاني.”
ويضيف:“إلى حد الآن نحن ندرس إمكانية استخدام هذه البكتيريا لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة ومن مرض السكري من النوع الثاني . ونأمل في السنوات القليلة القادمة الحصول علة إجابة وهي: هل نستطيع إعطاء هذه البكتيريا كمكمل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني أم لا.”
وفي انتظار علاجات جديدة، قد يجد هؤلاء البحارة الصغار وسائلهم الخاصة للتعامل بطريقة أفضل مع مرض السكري.