كلمة مكتب سماØØ© آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير Øسين النجÙÙŠ(دام ظله) إلى مؤتمر الشعائر الØسينية لشهر Ù…Øرم الØرام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على خير بريته محمد وآله الميامين، واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين..
قال سبحانه: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيم.
الغاية بل المقصود من الجهاد هو بسط الدين الإسلامي على البرية وهو من أعاظم الواجبات الإسلامية، مما بني عليه صرح الإسلام الحنيف، وأهتم به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ثم الأئمة (عليهم السلام)، والصالحون من عباد الله.
ونعلم أنه قد مر الدين الإسلامي في تاريخه المجيد بمراحل كاد الكفر أو النفاق أن يقضي عليه، بل توهم ابن آكلة الأكباد يزيد بن معاوية أنه قد تمكن من إزالة الإسلام عن مقره، وأخذ يعلن كفره وإلحاده بملئ فمه، فكانت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) في الواقع حولت طريق الجهاد من الأساليب المعروفة المهاجمة والمقاتلة إلى نحو ثانٍ وهو المظلومية، وبهذا تمكن الإمام الحسين (عليه السلام) بعون الله ورسوله ربط الإسلام بالعواطف.فكان الأئمة (عليهم السلام) يأمرون ويهتمون اهتماماً شديداً لإحياء فاجعة الطف لأن فيها مقارعة الكفر والنفاق معاً، واضطر أعداء الإسلام إلى التمسك بمظاهر الإسلام ليبعدوا عن أنفسهم ما يجعلهم في عين الناظر من جملة الكافرين أو المنافقين ومن هنا كان اللازم علينا جميعاً إحياء واقعة الطف بكل طريقة ممكنة مباحة، وربط النفوس العامة بالإمام الحسين (عليه السلام) عقائدياً وعاطفياً إذ في ذلك إحياء الإسلام وإضعاف نزعة الكفر والنفاق في نفوس الأعداء.
ومن هنا جاء رسم طرق إحياء واقعة الطف بالشعائر الإسلامية فهي حسينية ودينية وإسلامية بكل ما في هذه الكلمات من معان.
إننا مطالبون اليوم بهذا العمل الجهادي العظيم أكثر من أي وقت مضى لتوفر الوسائل التي لم تكن متاحة للأجيال الماضية فأي قصور أو تقصير أو إساءة أو محاولة عرقلة شيء من تلك الطقوس الحسينية يعتبر حرباً على الإسلام وسعياً في الحيلولة دون بقاء الإسلام وانتشاره.
فهنيئاً لتلك النفوس السليمة التي أختارها الله سبحانه لإحياء دينه من خلال إحياء الشعائر الحسينية، وينبغي أن تكون تلك الشعائر والطقوس ضمن الإطار الشرعي بأن لا يكون فيها ما يعد محرماً شرعاً، كالاختلاط بين الجنسين، واتخاذ الغناء وسيلة لإنشاد الأشعار واللطميات كما يجب أن لا يتضمن شيء من تلك الطقوس ما يعد إساءة إلى الذوات المقدسة مثل صنع التمثيليات والمسرحيات، التي يقوم البعض فيها بتمثيل الشخصيات المعصومة ومن يتلو تلوهم في العظمة وجلالة القدر.
ومعلوم أن هذه التمثيليات لم تكن رائجة وترويجها جرأ أعداء الإسلام على خلق التمثيليات ورسم الصور الخيالية التي فيها إساءة إلى المعصومين، فعلى المنظمين للشعائر الحسينية الالتزام بالنقاط التي أشرنا إليها.
وينبغي أن يعلم أنه لا يوجد في الأعمال ما يوازي في الفضل والكمال والأجر الموعود في إقامة الشعائر الحسينية، وحيث توقف استمرار الدين ونشره وبسطه في المجتمع على تلك الشعائر وجبت إقامتها ولا عذر ولا مندوحة للقادر عليها، فعلى خطباء المنبر الحسيني حث الناس على الالتزام بالشعائر مع التقيد بالالتزام بروح هذه الشعائر، آمل من الله تعالى أن يوفق المسلمون لإقامتها وتوسيعها وتنظيمها، وأخيراً ينبغي للخطباء والواعظين والقائمين بتنظيم هذه الشعائر إلفات الناس إلى الهدف الذي من أجله قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وهو إبقاء الدين والصلاة عمود هذا الدين فيجب أن تنظم المجالس والمواكب والمسيرات بنحو لا تتزاحم أو تتعارض مع الصلاة فعلى المؤمنين إقامتها أينما حل وقتها وفي كل الظروف، هذا والسلام.
|