تمكنت الكوادر المتخصصة العاملة في مزرعة فدك احدى المشاريع الاستراتيجية التي عملت الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة على انجازها وبإشراف خبراء متخصصين في المجالين الانتاج الحيواني والنباتي من كليتي الزراعة والطب البيطري في جامعة الكوفة من استثمار وزراعة أكثر من 600 دونم في مدة قياسية وموارد ومستلزمات قليلة .
وعن طبيعة هذا الانجاز الجديد أكد عضو مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة الدكتور علي خضير حجي ، في تصريح للمركز الاعلامي بعد قيامه بجولة مع فريق الخبراء الى المزرعة " من اجل توفير الكلف النقدية للمحاصيل العلفية ارتأت العتبة العلوية المقدسة ان تستغل مزرعة فدك الواقعة غرب العتبة المقدسة لزراعة المحاصيل العلفية من الشعير والجت والحنطة من اجل دعم مشاريعها الانتاجية الحيوانية في المزرعة ، وذلك من اجل كفايتها من هذه المحاصيل والاستغناء عن السوق المحلي وعدم تكليف العتبة المقدسة الأموال الباهظة".
وأضاف " ضمن خطة مدروسة وعملية علمية ميدانية مركزة اشتركت فيها أساتذة من كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الكوفة وبمساعدة شعبة الثروة الحيوانية والزراعية ، استطعنا ان نزرع أكثر من 600 دونم لتوفير محصول الشعير ليكون الشعير الأخضر واليابس علفا للأغنام الموجودة ضمن هذه المزرعة ".
من جانبه أكد الدكتور أحمد حميد العزام مستشار العتبة العلوية المقدسة في مجال الانتاج الزراعي والحيواني " من اجل الوصول حالة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل العلفية الداعم لمشروع حظائر الاغنام تم زراعة 600 دونم من المحاصيل العلفية وتم معها بالتزامن حفر عشرة آبار ارتوازية بالتعاون مع شركة لحفر الابار التابعة لوزارة الموارد المائية ، وقد تجاوزت نسبة الانبات للمحاصيل المزروعة في ال600 دونم الى قرابة 50% في معظم أرجاء المزرعة ومن المؤمل ان يكون الموسم الزراعي هو الاول ونامل ان يكون الموسم الزراعي المقبل أفضل وأوفر".
وقال الاستاذ المساعد الدكتور علي محمود الكسار استاذ تغذية الحيوان في كلية الطب البيطري بجامعة الكوفة ، من جانبه " بغية الحصول على نوعية جيدة من هذه اللحوم تم انشاء معمل علف لتركيب الاعلاف المركزة منها والخضراء وقد حققنا خفض في كلفة الاعلاف بما مقداره 60% ، ناهيك عن وجود الادارة المركزية البيطرية الناجحة والوحدات الساندة لها من صيدلة وأجهزة فحص وجميعها تم تنفيذها من قبل مجلس ادارة العتبة العلوية ومن خلال توجيهات ودعم الامين العام سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين ، مشيرا الى ان المشروع أخذ يقفز قفزات كبيرة جدا من خلال وجود نوعية اغنام ثلاثية الأغراض ممثلا بانتاج الصوف والحليب واللحم وانتاج التوائم ونامل تحقيق الاكتفاء الذاتي للمضيف وطموحنا الوصول ".
وأضاف الدكتور الكسار " في 13-1-2014 لم نجد الا مساحة مزروعة بحدود 25-50 دونم مزروعة زراعة فقيرة بالمحاصيل العلفية كالشعير ، وبعد استلامنا للمشروع تم احداث ثورة زراعية كبرى في المشروع من خلال تحديد مساحة الف دونم ، قمنا بزراعة أكثر من 600 دونم منها وكان الانتاج الفعلي للأراضي الزراعية بنسبة مئوية تعادل 300% ، وهي نسبة غير عادية مطلقا في الاراضي الصحراوية التي يكون في الري عن طريق الآبار ، ولكن بمشروعنا الجديدة فان معظم الاراضي مزروعة بمحاصيل الشعير والجت وخاصة خلال الموسم الشتوي الحالي وتم الاستغناء والاكتفاء ذاتيا من الاعلاف الخضراء لجميع الحيوانات الموجودة في المشروع".
وأوضح " عملية زراعة أكثر من 600 دونم صحراوي ب7 آبار هو ضرب من الخيال لان معدل زراعة الاراضي الصحراوية تتضمن زراعة 10 دونم لكل بئر ارتوازي 10 دونم فقط ، مما يعني وجود جهود استثنائية مخلصة من قبل العاملين والمشرفين على المشروع والدعم المتواصل من قبل مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة ".