العتبة العباسية المقدسة تÙقيم مهرجان عاشوراء الثقاÙÙŠ السنوي الثالث ÙÙŠ جامعة بغداد
أقامت العتبةُ العباسية المقدسة متمثّلةً بشعبة العلاقات الجامعية مهرجان عاشوراء الثقافي السنوي الثالث على قاعة الشهيد الحكيم في جامعة بغداد بالتعاون مع رئاسة الجامعة المذكورة، لإحياء ذكرى استشهاد كتاب الله الناطق الإمام الحسين(عليه السلام) وتحت شعار: (الإمام الحسين منبع للعطاء العلمي والتربوي) ويأتي هذا المهرجان ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني.
استُهِلّ المهرجانُ الذي شهد حضور وفودِ العتبات المقدسة العلوية والحسينية والكاظمية ومسجد الكوفة بالإضافة الى عددٍ من الشخصيات الدينية والثقافية وأساتذة الجامعة وجمع غفير من الطلبة بتلاوةٍ مباركة من كتاب الله الحكيم بصوت القارئ عمرو العلا الكفائي، ليستمع الحاضرون بعدها الى النشيد الوطني ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء)، جاءت بعدها الكلمة لجامعة بغداد والتي ألقاها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علاء الكيشوان، والتي بيّن فيها: "أيّها الحضور الكرام نقف هنا اليوم لنحيي ذكرى استشهاد إمامنا الحسين(عليه السلام) وأصحابه، هذه الذكرى التي بقيت خالدة رغم مرور السنين ولا زالت تعيش في أعماقنا، والتي تجسّدت من خلال تضحيته العظيمة بنفسه وأهل بيته(عليهم السلام)، فالإمام الحسين(عليه السلام) كان يعلم يقيناً أنّه سيستشهد ولكنّه أصرّ على أن يستمرّ في طريقه -طريق الحق والإنسانية- ضدّ الظلم والانحراف، لذلك كانت ثورته تصحيحية لحفظ الدين الإسلامي من الانحراف الذي أراده بنو أمية، وحتى في صلب المعركة كان يحاول إرشاد الضالّين ونصحهم رغم ما تعرّض له منهم، ولهذا عندما نحيي هذه الثورة يجب أن نسأل أنفسنا أين نحن من هذه الثورة؟ وماذا طبّقنا منها؟".
وأضاف: "لا يوجد إنسان يؤمن بالله وبكتاب الله ولا يؤمن بأهل البيت، فهم السنن والمبادئ الحقيقية للأخلاق والتعامل الإنساني، لذلك من لا يؤمن بهم لا يؤمن بمبادئ الدين الإسلامي الحقيقي، لذا نريد من هذه الذكرى أن تكون انطلاقةً للتسامح والروح الإنسانية التي نحملها لبناء هذا البلد الذي يتعرّض الى شتى أنواع الهجمات من قبل المجاميع الإرهابية التي لا تميّز بين شخصٍ وآخر وتقتل كلّ من يخالفها حتى وإن كان يشترك معها في نفس المذهب، في الختام نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لنكون من السائرين على نهج الإمام الحسين(عليه السلام) وأن يبارك جميع الجهود التي عملت على تنظيم وإقامة هذا المهرجان".
لتأتي بعدها الكلمة للعتبة العباسية المقدسة والتي قام بإلقائها نائبُ الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم وجاء فيها: "أيّها الإخوة الكرام إنّ الإسلام مشروعٌ سماويّ من الله تبارك وتعالى جاء للبشر أجمع، وهذا المشروع يحتاج الى مقوّمات وأدوات، فعندما نزل الإسلام على رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان هو الأداة الأولى العظمى لنشره، ومن بعده وصيه أمير المؤمنين(عليه السلام) ومن بعده الأئمة المعصومون(عليهم السلام)".
وأضاف: "نحن هذه الأيام نعيش ذكرى يوم عاشوراء هذا اليوم العظيم الذي جرت فيه معركة الطفّ الخالدة والتي انتصر فيها الإمام الحسين بدمه الطاهر على سيوف أعدائه، هذا اليوم الذي جرى فيه ما جرى من مصائب على أهل البيت(عليهم السلام) ومسير نساء آل بيت الرسول سبايا الى الشام، فإنّ ما وصل الينا من أخبار هذه المصيبة شيءٌ قليل، فالإمام الباقر(سلام الله عليه) يقول: (لولا خوفنا على شيعتنا من الموت لروينا لهم ما جرى في كربلاء)، فقضية الإمام الحسين(عليه السلام) وهذه المسيرة التي امتدّت الى العشرين من صفر هي جزءٌ من هذا المشروع السماويّ، بل هي الجزء الأهم فكما قيل: (الإسلام محمديّ الوجود حسينيّ البقاء) فالإسلام وجد لأجلنا والحسين قتل لأجلنا، لذلك فإنّنا مهما فعلنا وقدّمنا لا نستطيع أن نكافئ الإمام الحسين(عليه السلام)، فالمطلوب منا أن نراجع أنفسنا يومياً وأن نقتدي بسيرته العطرة لأنّنا سنكون يوم غدٍ مسؤولين ومُساءلين".
مُختتماً: "نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإيّاكم من المستفيدين حقاً وحقيقةً قولاً وفعلاً من قضية الإمام الحسين(عليه السلام) ومن مبادئ الإمام الحسين التي أدهشت العالم بمضمونها".
بعدها تمّ عرض فيلمٍ وثائقيّ عن مراحل صناعة الشبّاك الشريف لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) ومسرحية ثقافية بعنوان: (لا شيء يشبه كربلاء) ليتمّ بعد ذلك توزيع الجوائز على الطلبة الفائزين في مسابقة عاشوراء الثقافية، بعدها توجّه الحاضرون لافتتاح معرضٍ للكتاب والذي ضمّ بين طيّاته نتاجات قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ومعرض لمركز تراث كربلاء تضمّن عرض تراث المدينة المقدسة والصور الفوتوغرافية التوثيقية.
|