بصوتٍ شجيٍّ عطّر البُرعم (طه خالد) مسامعَ الحاضرين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم إيذاناً بافتتاح الحفل المبارك لختام الدورات القرآنية الصيفية التي أقامها معهد القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، لتعليم أحكام التلاوة والتجويد لطلبة المدارس وذلك عصر اليوم الجمعة (16ذو القعدة 1435هـ) الموافق لـ(12أيلول 2014م) وفي الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام).
كما شهد الحفل الذي حضره عددٌ من الطلبة المشتركين في هذه الدورات وأولياء أمورهم كلمةً للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، ألقاها أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) وبيّن فيها بعد تقديم شكره للقائمين على هذه الدورات لاهتمامهم المميّز بهذه الثلّة وإعطائهم فرصة تكون موفّقة للوقوف مع القرآن الكريم والخوض في آياته المباركة قراءةً وفهماً وحفظاً، وهذا يجعل الإنسان متفائلاً بمستقبل هؤلاء الأبناء".
مُضيفاً: "في هذه العطلة الصيفية قطعاً الآباء والأمّهات كانوا يدفعون أبناءهم الى قضاء هذا الوقت العزيز من أجل استثماره في المجال القرآني، فعطّروا أفواههم بهذا الذكر المبارك وهو ذكر الله العزيز، وتكلّموا بالقرآن وأصبحوا متميّزين عن بقية أقرانهم الذين لم يتوفّقوا أن يكونوا معهم".
وبيّن الصافي: "نحثّ هؤلاء الفتية والشباب المتنوّر أن يستزيدوا من هذا الكتاب المبارك وأن يستثمروا أوقاتهم في قراءته، وهؤلاء الإخوة إن شاء الله تعالى عندما يشبّون مع القرآن الكريم يحتاجون أن يتمسّكوا بالفقه والعقائد الحقّة الصحيحة حتّى تكتمل عندهم معاني الهداية وهم في بداية طريقهم، نشكرهم شكراً جزيلاً وأيضاً الآباء والأمهات الذين دفعوا بأبنائهم الى هذه الدورات القرآنية والى الإخوة الأعزاء في معهد القرآن الكريم".
وختم السيد الصافي كلمته: "نشكر القائمين على هذا العمل المبارك وعلى ما بذلوه من جهدٍ من أجل الوصول الى نتائج طيبة، ونأمل أن لا تكون هذه الدورات مقتصرة على العُطل فقط، وإنما استثمار جميع الأوقات لتعلّم وتعليم القرآن الكريم فهماً وتلاوةً وحفظاً وأيضاً الفقه وفقاً لتعاليم العترة الطاهرة، هنيئاً لمن كان حليف القرآن ولمن كان حليف السُنّة المطهّرة ولمن كان يقضي وقته في تعلّم القرآن وأحاديث الأئمة الأطهار(عليهم السلام)".
وكانت كذلك كلمةٌ لمعهد القرآن الكريم ألقاها مديرُهُ الشيخ جواد النصراوي وبيّن فيها: "الدورة هي جزءٌ من دورات عديدة يُقيمها معهد القرآن الكريم وتأتي ضمن نشاطاته ومنهاجه العام، وذلك من أجل إشاعة وتجذير ثقافة القرآن الكريم بين فئات المجتمع، لاسيّما في نفوس الناشئة من طلبة المدارس والعمل على اغتنام العطلة الصيفية لهم، والمنطلقة من قول الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله): (أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حُبّ نبيّكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن)، والمتماشية مع التوجّهات القرآنية للعتبة العباسية المقدسة".
مُضيفاً: "برنامج الدورات الصيفية تضمّن (حفظ أجزاء من القرآن الكريم، الفقه، العقائد، الأخلاق) وبما يتلاءم وأعمار الطلاب، وتخرّج من هذه الدورات أكثر من (5500طالب) واستمرّت لمدة شهر ونصف، موزّعين بالشكل التالي (1550طالباً) داخل صحن العتبة العباسية المقدسة وبعض المساجد في مركز المحافظة، (1200طالب) في قضاء الهندية التابع لمحافظة كربلاء، و(1250طالباً) من منطقة الشعب في بغداد، و(900طالب) من محافظة بابل، و(600طالب) من ناحية تاج الدين في محافظة واسط".
مُختتماً: "نشكر جميع القائمين على الحسينيات والمساجد والمعلّمين الذين شدّوا أزرهم لكي يعلّموا هذه البراعم؛ وكذلك لابدّ أن نشكر أولياء الأمور الذين سعوا ذلك السعي الجادّ لكي يحضروا أولادهم الى العتبة المقدسة لتعلّم القرآن وحفظه.. نسأل الله سبحانه تعالى أن يوفّق الجميع لحفظ القرآن وتعلّمه، ونسأل الله أن يحفظ الجميع ويوفّقهم".
هذا وقد تخلّلت الحفلَ بعضُ الفقرات الإنشادية والتواشيح ومسرحيةٌ قام بأدائها بعض الطلاب المشتركين في هذه الدورة، وعرضُ فلمٍ وثائقي لهذه الدورات ليُختتم بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية للطلبة المتميّزين والمساهمين في إنجاح مثل هذه الدورات.
يُذكر أنّ معهد القرآن الكريم بالإضافة إلى هذه الدورات فإنّه يُقيم العديد من الأمسيات القرآنية ويعمل على الاهتمام بالطاقات القرآنية للموهوبين من الأطفال والناشئة والشباب، والعمل على تنمية تلك الطاقات في الحفظ والتلاوة والتفسير وتقديم التسهيلات كافة لها, والتعاون مع المؤسسات القرآنية الأخرى لتبادل الخبرات والمشاركة في المسابقات والمهرجانات الداخلية والخارجية منها, وإعداد المبلّغين في مجال القرآن من خلال فتح دورات تأهيل وإعداد معلّمي القرآن الكريم.