كنوز الثقاÙØ© الدينية والأدبية تخرجها الأمانة العامة للعتبة الØسينية المقدسة بتقنية Øديثة وبمواصÙات عالية الجودة
تعد شعبة التراث الثقافي والديني التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة من الشعب التي تعنى بالبحث عن الكتب المخطوطة للأدباء والفقهاء والعلماء والشعراء وحتى الصحفيين والمثقفين الذين حملوا على أكتافهم الهم الكربلائي فوضعت هذه الشعبة وبرعاية مباشرة من الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) خطة عمل تحمل عنوان ( إحياء التراث الثقافي والديني لمدينة كربلاء المقدسة) فسعت الشعبة جاهدة بعمل إحصائية لجميع علماء وأدباء كربلاء الراحلين والأحياء والبحث المتواصل عن مؤلفاتهم سواء كانت مخطوطة او مطبوعة او اصول كتب لم تطبع بعد .
عن بدء الرحلة في عمق هذه الشعبة المهمة في إنتاجها الأدبي والديني الثر، التقى (الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة) بالأستاذ (إحسان خضير عباس) مسؤول الشعبة ليتحدث عن آلية عمل الشعبة في البحث والتقصي عن التراث الثقافي والديني لكربلاء:
ان العتبة المقدسة تأخذ على عاتقها تراث أهل البيت (عليهم السلام ) وتعطيه الأولوية في الظهور والمحافظة عليه لذا ارتأت ان تنشأ شعبة مختصة في البحث عن هذه المناجم الفكرية المركونة على رفوف المكتبات والمباحة في المكتبات العالمية للاستفادة منها بوصفها إحدى أنواع النفائس الثمينة ومن ثم تأهيلها للطباعة الحديثة والمشاركة بها في المعارض العالمية والمحلية وبيعها بسعر الكلفة لأهميتها الثقافية والدينية وهدف العتبة المقدسة في توعية أبنائها فكانت نواة عملنا هو تجميع أغلبية الكتب والمجلات القديمة واظهارها بحلتها الجديدة اهمها (مجلة الشرق) للسيد صدر الدين الشهرستاني التي كانت تصدر سنة 1958 ومجلة الاخلاق والادب ) تعنى بالدين والاخلاق يشرف عليها اساتذة روحانيين من كربلاء امثال سيد سلمان ال طعمة والسيد مرتضى القزويني والسيد كاظم داعي الحق..كذلك ظهرت مجلة (صوت شباب التوحيد) التي اسسها مجموعة من الشباب في منطقة باب الطاق يطلق عليهم (هيئة شباب التوحيد)، اضافة الى مجلة ( اجوبة المسائل الدينية ) التي صدرت عام 1951 كان رئيس تحريرها السيد عبد الرضا الشهرستاني لمدة اربع عشر سنة.ويتابع عباس حديثه : حاليا تحت الطبع مجلة (صوت المبلغين) التي صدرت عام 1380 هـ لمدة سنتين وكذلك مجلة (ذكريات المعصومين ) في جزئين.
مضيفا ان هناك اصدارات قيد الانجاز وهن (كتاب المناهل ) للسيد محمد الطبطبائي الذي انجز منه 45% وهو من المخطوطات الكربلائية المهم جدا ومخطوط (ظوابط الاصول ) للسيد ابراهيم شمس الدين القزويني في جزئين وكتاب (المعارف العلية او علم الدين للمدارس الراقية) للسيد هبة الدين الشهرستاني الذي كتبه عام 1935 وهو جاهز حاليا للطبع اضافة الى كتاب (بغية النبلاء) في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين كليدار ال طعمة عام 1966 وسلسلة من الكتب الثقافية الاسلامية صدرمنها 90 كتابا وحاليا تحت اليد 60 كتابا و15 كتابا جاهز للطبع بالاضافة الى مجلة (رسالة الجمعية الخيرية الاسلامية) التي صدرت في كربلاء سنة 1386 هـ .
وعن طريقة البحث وكيفية الحصول على المخطوطات والكتب القديمة والنادرة فقال: ان هدف الشعبة واضح هو جمع جميع المؤلفات والكتب والمجلات التي صدرت في كربلاء المقدسة وخارجها لعلماء وادباء وشخصيات كربلائية او ارتبطت اسمائهم بكربلاء فقد جمعت لحد هذه الايام (1723) بين كتاب ومجلة ،مبينا ان الشعبة ليس ملزمة بالبحث في كربلاء فقط بل نبحث عنها في كل العالم واغلب مؤلفات العلماء موجودة في الهند والأحداث التاريخية تؤكد ذلك ولكن كيف الوصول اليها هو هذا السر في عملنا علما ان الكثير من الكتب والمخطوطات نحصل عليها بشكل مجاني.
مشيرا الى ان هذا الجهد تعمل عليه الشعبة من خلال اربع وحدات احدهما تكمل الاخر في عملها وهي (احياء تراث علماء كربلاء) (وتوثيق ورصد الحركة الثقافية)و(التراث الفقهي والعلمي) (والتصميم والاخراج الفني)، ولكن الجهد الانفرادي الذي اقوم به ليس له علاقة بهذه الوحدات حيث اعمل على تزويد المكتبة بالكتب الحديثة لذا تم تكليفي من قبل سماحة الشيخ الكربلائي الامين العام للعتبة المقدسة بجمع جميع مؤلفات السيد( عبد الرزاق المقرم ) المطبوعة وغير المطبوعة لغرض طبعها ضمن سلسلة اثار عبد الرزاق المقرم علما ان عددها (18)كتابا تم جمعها من العراق وايران ومكتابا عراقية ونحن الان في المباشرة في إخراجها الفني.
اخيرا ان هذه الكنوز العلمية الثمينة تعد نعمة لا ينبغي التغاضي عنها, نعمة لا يقدّر قدرها إلّا العارفون بقيمة المخطوط كتاباً كان أو رسالة لان هذه المخطوطات هي نتاج وعصارة ألباب أمّة في حقبة من حقب التاريخ مصاغة ومسطورة في ثنايا هذه الأوراق العتيقة، والتي لولا جهود من يحفظها ليصونها ويحقّقها لضاعت وضُيِّعت كنوزٌ مدفونة بين أسطرها.
الجدير بالذكر ان الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تسعى ان تكون اقسامها وشعبها ووحداتها رافداً من روافد المعرفة والثقافة في العالم الإسلامي يتناسب مع المكانة الدينية والروحية والعقائدية للعلماء والباحثين الذين جاهدوا في بناء مجتمع ديني متكامل.
|