تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 28/شعبان/1435هـ )الموافق( 27/6/2014م ). تطرق متناولا ستة امور استهلها قائلا :
أود ذكر الامور التالية:
أولا :
في ظل الأوضاع الراهنة التي يمرُّ بها بلدنا الحبيب العراق وشعبه فانه يجبُ الحذرُ من المخططات المبيّتة لتفتيت العراق وتقسيمه...ونَسمَعُ اليومَ ان رئيسَ الكيان الإسرائيلي يُجاهِرْ بتأييده لذلك... إن الأزمة الراهنة وان كانت كبيرة ولكن الشعبَ العراقي أكبرُ منها..
فقد تجاوز أزمات كثيرة في تاريخه الطويل ولا ينبغي أن يُفكِّرَ البعضُ بالتقسيم حَلاًّ للازمة الراهنة بل الحل الذي يحفظُ وحدة العراق وحقوقَ جميع مكوناته وفقَ الدستور موجود ويمكن التوافقُ عليه إذا خَلُصَتْ النوايا من جميع الأطراف..
ثانياً :
بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية والذي دَعَتْ فيه أعضاء مجلس النواب الجُدد الذين تم انتخابهم في الثلاثين من شهر نيسان الماضي الى عقد الجلسة الأولى لهم يوم الثلاثاء المقبل...
فان المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الأيام المتبقية الى ذلك التاريخ رعاية للتوقيتات الدستورية... وفي ذلك مَدْخلٌ للحل السياسي الذي ينشدُه الجميع في الوضع الراهن ..
ثالثاً :
نوصي جميع الأطراف بالابتعاد عن أي شحن إعلامي طائفي أو قومي بين مكونات الشعب العراقي .. فإن ذلك سيؤدي الى تأزيم الأوضاع أكثر بما يُولِّدُ من مشاعر عدائية بين هذه المكونات والذي قد يترجمُهُ البعض الى أعمال عنف كما وصلتنا أخبار عن ذلك من بعض المناطق ..
إن الشعب العراقي بجميع قومياته وطوائفه .. بعربه وكرده وتركمانه.. بشيعته وسُنته ومسيحييه وغيرهم .. يقفُ صفاً واحداً أمام إرهاب الغرباء الذين عاثوا فساداً في ارض العراق .. ولا يجوز أن يتهَّمَ بعضُنا البعض الأخر بايِّ موقف غير لائق خلافَ ذلك..
رابعاً :
في ظل الأوضاع المزرية والصعبة جداً التي يعيشها النازحون من مختلف مناطق القتال فأننا ندعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالإغاثة الى الإسراع باغاثة هذه العوائل التي يزداد عددها يوماً بعد يوم والتي تعيش محنة انسانية صعبة ..
كما ندعو جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الإنساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل وذلك بإغاثتهم بكل ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى لهم..
خامساً :
ندعو جميعَ أفراد القوات المسلحة وجميعَ المواطنين الى التنبّه والحذر من الإشاعات المغرضة للأعداء .. فان الإشاعة من الأسلحة الفتّاكة التي يستخدمها الأعداء لتضعيف معنويات افراد القوات المسلحة وكذلك المواطنين..وينبغي علينا – جميعاً - ان نكون أقوياء بعزمنا وأرادتنا ووعينا وهمتنا العالية .. وبأبنائنا من أفراد القوات المسلحة والمتطوعين الغيارى على وطنهم وشعبهم وأعراضهم ومقدساتهم والذين اظهروا في الأسبوعين الماضيين من العزم والحماس مما جعل الجميع يقفون مبهوتين ومبهورين امام عظمة هذا الشعب..
ونأمل من الوسائل الإعلامية ان تتصدى لتكذيب الإشاعات الخطيرة والتي يسعى من خلالها الأعداء الى تحطيم معنويات القوات المسلحة والمواطنين عموماً .. خصوصاً تلك الأخبار الكاذبة التي تصدر من الوسائل الإعلامية ذات الأهداف المشبوهة..
سادساً :
نتوجه بالشكر والثناء لجميع المواطنين الذين قاموا بالتبرع والمساهمة في تقديم المواد الغذائية للقوات المسلحة والمتطوعين والنازحين ونحث الجميع على المزيد من العطاء في هذا السبيل ..
قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20)) – سورة التوبة-
وقال الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء اهل الثغور :
(أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً. فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن وَمِثْلاً بِمِثْل وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ).