ونحن على أعتاب میلاد الإمام السجاد (ع) نلفت انتباه الکثیر من المحبین إلى أنّ هناک تقدم فنی ومعنوی واضح فی مجال تخطیط وکتابة المصاحف الشریفة والإحتفاظ بالمصاحف والنسخ القرآنیة النفیسة والنادرة, کما أنّه هناک عشق وإقبال واسع على المصاحف المکتوبة بخط الأئمة الأطهار(علیهم السلام) ومن هذه المصاحف القرآن المکتوب بخط الإمام السجاد (علیه السلام) والموجود فی متحف المصاحف والنفائس التابع للعتبة الرضویة المقدسة.
وفقاٌ لتقریر الموقع الإخباری للعتبة الرضویة المقدسة قال مدیر شؤون المتاحف ومؤسسة المکتبات و ومرکز الوثائق للعتبة الرضویة المقدسة: إنّ المصحف المنسوب إلى خط الإمام السجاد )علیه السلام( والذی یشمل من الآیة الـ 18 من سورة البقرة إلى آخر القرآن الکریم جلب أنظار عدد هائل من الزائرین الذین ترددوا إلى متحف القرآن والأشیاء النفیسة للعتبة الرضویة المقدسة وقاموا بزیارته.
وقد صرح علی سوزن جی: أنّ هذا المصحف القرآنی کتب على شکل 16 سطرا بالخط الکوفی وعلى جلد الغزال . حیث حدد الإعراب فیه بالمینیوم و الإعجام (التسکین) بالأسود وبین کل ألف ولام یوجد خط مستقیم بالمبنیوم وکما کتبت أسامی السور بالمینیوم .
وقد بیّن علی سوزن جی أنّ هذا المصحف الشریف یحتوی على 359 ورقة وکتبت فی صفحته الأخیرة العبارة التالیة « قوله الحق وله الملک ... کتبه المنتظر بوعده علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب »
وأضاف: یحوی هذا الأثر المعنوی الشریف على غلاف من الجلد من الجهتین حیث أنّ الوجه الخارجی أسود والداخلی باللون الأرجوانی .
سوزن جی أشار إلى وجود 18 ألف مصحف ومخطوطة قرآنیة نفیسة من العصور التاریخیة المختلفة فی قسم المخطوطات للعتبة الرضویة المقدسة . وقد تم التذکیر على أنّ هذه المجموعة القرآنیة النفسیة والنادرة هی من جملة الأعمال التی ترجع إلى أول العهد الإسلامی والتی کتبت بالخط الکوفی وتم کتابتها على جلد الغزال. و یوجد أیضاً بعض المصاحف المخطوطة التی تعود إلى العهد السامانی (المخطوطات القرآنیة التی ترجع إلى کشواد بن املاس )وکذلک بعض المصاحف التی ترجع الی العهد الغزنوی ( المخطوطات القرآنیة والمصاحف التی ترجع إلى ابن سیمجور وابن کثیر ) ومصاحف أخرى تعود إلى العهد السلجوقی ( مخطوطات ومصاحف عثمان بن حسین وراق ومحمد بن عثمان وراندی )
حیث أنّ التحقیق والبحث فی کل من هذه العهود یمکن أن یعطی فکرة عن القانون الحاکم آنذاک على دورات الکتابة والخط القرآنی ویمکن أن یمنح المحققین والباحثین الحالیین طرقاً وأسالیب جدیدة.