الجمعة 15 ربيع الاول 1435 هـ الموافق 17 كانون الثاني 2014 م
المرجعية الدينية العليا لابد من وجود خطط حقيقية للنهوض باقتصاد العراق، مؤكدة على المجتمع الدولي بذل قصارى الجهود للقضاء على الإرهاب
أكدت المرجعية الدينية العليا أن الوضع الاقتصادي في العراق يحتاج إلى خطط حقيقية للنهوض به، على أن تكون هذه الخطط بعيدة عن السياسات السابقة المتبعة، مشددة على المجتمع الدولي إلى بذل قصارى الجهود من أجل القضاء على الإرهاب.
جاء هذا خلال خطبة الجمعة 15 ربيع الاول 1435 هـ الموافق 17 كانون الثاني 2014 م والتي تقام في الصحن الحسيني الشريف بإمامة السيد أحمد الصافي حيث تطرق فيها إلى أمرين الأول هو ظاهرة الإرهاب وانتشارها في العديد من الدول حيث بين "مشكلة الارهاب اصبحت مشكلة عالمية وبدأ المجتمع الدولي يعاني من خطورتها لاسيما وان مصطلح الارهاب اخذ يتصدر اغلب الاخبار المرئية والمسموعة".
موضحاً ان حقيقة الارهاب مبنية على من يعتقد انه هو الصح والاخر لابد ان يستعمل معه طريقة العنف لأثبات فكرته، والمجتمع الدولي يعاني من هذه المشكلة، والعراق عانا من هذه المشكلة ولازالت هناك عمليات لا تصنف الا في خانة الارهاب منها تفجيرات واستهداف الابرياء وتفجير مجالس العزاء بلا وازع لان هؤلاء يعتقدون ان جزءا من افكاره ومعتقداته هو العنف وقتل الأخرين.
مؤكداً أن هذه القضية أصبحت قضية دولية ولا تخص العراق أو بعض الدول فحسب بل أمست قضية تخص المجتمع العام، مبينا أن العراق دفع الكثير من الدماء جراء هذه الأفكار.
مطالبا المجتمع الدولي بوضع حلول جذرية لهذه الظاهرة الخطيرة لأنها لاتقف عند دولة والجميع سيعاني منها ان لم تحل المشكلة ولا بد من وجود قناعات حقيقية لمعالجة ومكافحة كل ما يتعلق بهذه الافة المسمومة سواء كان الأمر يتعلق بحواضنها او بداعميها او المروجين لها، الكل يرى العالم الآن أن عموم الاستهدافان تكون للأبرياء، ولا تكون منازلة حقيقية كأن تكون قوة مقابل قوة، وإنما تكون استهداف للتجمعات البريئة، سواء كانوا أطفال أو أسواق أو غيرها، وهذا الأمر ما جاء إلا من خلال القناعة بمعتقد مبني على العنف.
وأكد الصافي لا بد من المجتمع الدولي أيجاد حلول جذرية وأن يبذل إمكانات كبيرة للقضاء على الإرهاب والا ستكون النتائج وخيمة ولا يحمد عقباها لأنها لا تستهدف جهة بل ستنتشر كثيرا كما هو يحصل الان.
أما الأمر الثاني فقد تطرق السيد الصافي إلى الثورة التي يمتلكها العراق حيث بين إن العراق يصنف من الدول الغنية بثرواته الطبيعية والمائية والثروات غير المستكشفة وانه من الدول غير الفقيرة ، لكن واقع الحال ان بعض اجزائه الكبيرة تعيش حالة الفقر حيث ان دخل الفرد العراقي لا يتناسب وحجم الثروات الموجودة، كما أن العراق بمساحته وعدد سكانه يشكل نسبة مثالية، من حيث لا وجود لزيادة ففي عدد سكانه ومساحة الأرض التي يشغلونها.
مبيناً مما يؤشر الى وجود مشكلة حقيقية في التنمية الاقتصادية ولا بد من وجود حلول جذرية لهذه المشكلة من جانب والتخطيط لها من جانب اخر داعيا الى استغلال ثروات البلد بالشكل الامثل وتفعيل القطاع الصناعي ، حيث ان اغلب المعامل والمصانع قد اغلقت بشكل كامل في ظل عجز القطاع الحكومي وعدم تقديم الدعم للقطاع الخاص.
مشددا في ختام كلمته على ضرورة اعطاء الاولوية للتنمية الاقتصادية لان الاجيال القادمة ستسألنا عما قدمنا لهم ، في حين ان كل البلدان في العالم تحتل التنمية الاقتصادية لديها الاولويات ، والحل لهذا هو ان نبني اقتصادا متعدد المداخيل والعراق بلد يحتوي على هذه الامكانات، محذرا في الوقت نفسه من الاعتماد على النفط فقط.
متسائلا العراق بلد غني لكن كثير من أهله يعيشون عيشة الفقراء، من المسؤول عن ذلك ...؟؟ ، نحتاج إلى خطط حقيقية للنهوض بالبلد إلى أفضل حال على أن تكون هذه الخطط غير السياسيات السابقة.