أجواء إيمانية مشحونة بالحزن والأسى يملؤها الخشوع توشحت بها دوحة الطهر والقداسة رحاب الإمامين الجوادين"عليهما السلام" وهي تستقبل المناسبة الأليمة لاستشهاد حليف السجدة الطويلة الإمام موسى بن جعفر"عليه السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مجالس العزاء والتأبين ضمن منهاج حافل بالنشاطات الدينية والثقافية أعد لإحياء هذه الذكرى المباركة ابتدءً من يوم الاربعاء 21ـ 25 رجب الاصب 1435 هـ، وارتقى فيها المنبر الحسيني كل من سماحة السيد "محمد الصافي" وسماحة الشيخ "علي الشكري" حيث ألقوا سلسلة من المحاضرات الدينية تطرقوا فيها إلى السيرة الشريفة للإمام الكاظم "عليه السلام" الذي استطاع من خلالها أن يكسر قيود جبابرة الظلم والطغيان وجعل من طامورة السندي مناراً للإنسانية جمعاء، وأن يرسخ المفاهيم الرسالية التي حملها من آبائه الأطهار ونشرها عبر مدرسته العظيمة الحافلة بالقيم والمعاني السامية والتي وجهت الأمة نحو الخير والصلاح.

كما تضمنت محاضراتهم التركيز على الجوانب الأخلاقية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمس الحاجة إليها والتأكيد على تطبيقها والإلتزام بها من خلال مراقبة الإنسان لنفسه ومحاسبته لها، كما أكدوا في حديثهم على أهمية زيارة سمي الكليم الإمام موسى بن جعفر"عليه السلام" والهدف الذي اجتمعت من أجله تلك الحشود المليونية ألا وهو تجديد عهدها للإمامين الجوادين"عليهما السلام" على أداء واجباتها الشرعية وإعلان حالة ولاءها للقيم السماوية وتعظيم شعائر الله عز وجل.

كما شارك في هذه المجالس العزائية مجموعة الرواديد بقراءة القصائد والمراثي وهم كلّ من الرادود"حسين القصاب، حيدر الصغير، كرارالكاظمي، ومعتز الكاظمي" و بحضور الحشود المؤمنة الموالية التي توافدت لا تثنيها بعد المسافات ولا حر ولا برد بل هدفها إحياء هذه الفجيعة الراتبة .