تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 2/رجب/1435هـ الموافق 2/5/2014م ا
متناولا عدة أمور منه:
أولا ً :
إن نسبة مشاركة المواطنين في التصويت في الانتخابات النيابية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والتي بلغت 60% إذا ما قُورِنَت بمثيلاتها في بلدان أخرى تعيش أوضاعا أمنية وخدماتية أفضل بكثير من العراق..تعتبر جيدة ومرتفعة وتعكسُ مستوىً مترقيّاً من الوعي الوطني لدى المواطن العراقي والشعور بالمسؤولية وتحملّه لأدائها تجاه مستقبل هذا البلد وشعبه..
وتمثلُ أملا ً كبيراً للمواطنين بالتغيير نحو الأفضل من خلال هذه المشاركة الواسعة..
فعلى الرغم من شعور الكثير من المواطنين بالإحباط وعدم الرضا عن الاداء الذي صاحَبَ السنوات العشر الماضية والذي كان أساساً يشعُر به هؤلاء المواطنون تجاه التجارب الانتخابية السابقة..وكذلك مخاطر احتمالات التعرض للتفجيرات من قبل الجماعات الإرهابية.. على الرغم من كل هذه الظروف.. فان هذه الجموع الكبيرة من المواطنين تحملّوا التحديات الأمنية وهبّوا باندفاع ٍ وهمة ٍ عالية لأداء هذه المسوؤلية الوطنية..
ولاشك ان هذه المشاركة الواسعة سترفعُ من رصيد الشعب العراقي بالاحترام والتقدير لدى الشعوب الاخرى.. فأنها تمثلُ نمطاً من الصبر والتحمّل والوعي الوطني قَلَّ نظيرهُ لدى شعوب ٍ كثيرة..
وبهذه المناسبة تشكر المرجعية الدينية العليا الشكر الوافر لجميع المواطنين الذين شاركوا بالتصويت وتتمنى ان تكون هذه التجربة الانتخابية خطوة نحو الامام لحصول التغيير المنشود نحو الأفضل..
ثانياً :
وفي نفس الوقت فإن الجهود المهنية العالية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في جريان العملية الانتخابية بسلاسَة ٍ وانسيابية ٍ وبأساليب متطورة تعكس ارتقاءً مهنياً في هذا الأداء .. فلَهُمْ الشكر والتقدير .. مع املنا الكبير في ان تُراعى كامل المهنية والحرفية والامانة في احتساب النتائج فإن اصوات الناس امانة ٌ في اعناق من يتصدى لهذه المسؤولية..
ونأمل دراسة ومعالجة بعض المشاكل التقنية في اجهزة البصمة الالكترونية ومعالجة الحالات التي لم يتمكن فيها بعض المواطنين من الادلاء بأصواتهم مع رغبتهم الكبيرة بذلك..
ونرجو والاملُ معقود في المحافظة ِ على الدقة ِ والشفافية في عملية العد والفرز ..والاسراع في اعلان نتائجها النهائية..إختزالا ً للوقت .. ومنعاً لاحتمالات إقدام البعض على محاولة تغيير النتائج.. ودفعاً لِما يمكن ان يحصل من تشكيك البعض بهذه النتائج.. فان الجميع يترقب هذه النتائج – كما هي- آملا ً بحصول التغيير نحو الأفضل الذي هو محطُ أنظار المواطنين..
ثالثاً :
..وشكرٌ وتقدير خاص للاجهزة الامنية التي عملت ليلا ً ونهاراً لتأمين الأمنَ للمواطنين الذي شاركوا في الانتخابات ودفعت بسبب ذلك الكثير من الضحايا.. ونثمّن الموقف الوطني الشجاع لرجل الأمن الذي فَدَى بنفسه المواطنين المشاركين في احد المراكز الانتخابية شمالي محافظة صلاح الدين لمنع تفجير احد الانتحاريين في هؤلاء المواطنين.
رابعاً :
والمأمول من الكتل الفائزة والمرشحين الفائزين – بمقتضى الوفاء للشعب العراقي- ان يُقابَلَ ذلك بالالتزام بأداء المسؤولية الوطنية على الوجه الذي قطعوا الوعدَ فيه للمواطن العراقي وان يكونوا عند حُسن ظن الشعب العراقي الذي وَضَعَ ثقته وأمَلَهُ فيهم من اجل دعم المسيرة السياسية في العراق وتعزيزاً لهذا الأمل لدى المواطنين بالتغيير نحو الأفضل..
والشكر موصول لجميع الأجهزة الإعلامية والقنوات الفضائية وكافة الجهات والمؤسسات الأخرى التي ساهمت في إنجاح هذه العملية الانتخابية..
نسأل الله تعالى ان يحقق الأمل لهذا الشعب المظلوم والصابر انه سميع مجيب..