تعمل الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بجهود الخلصاء من منتسبيها لتحقيق كل ما هو يصب في صالح خدمة الزائرين وجمالية كربلاء المقدسة وتاريخها العظيم ...فهي تأسس لمشاريع استراتيجية عملاقة منها ما رأى النور وأخرى في طور الظهور ...فمشروعها الحالي مشروعا تاريخيا يواكب التقنيات الحديثة في العالم وهي تحاكي بطرازها الإسلامي لغة الماضي وهو ( بانوراما واقعة الطف في كربلاء)..
حول بانوراما الطف في كربلاء المقدسة تحدث السيد علاء ضياء الدين مسؤول متحف الإمام الحسين (عليه السلام) قائلا: تم تكليفنا من قبل الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبشكل مهم ومباشر من سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بدراسة موضوع بانوراما عن واقعة الطف ,تحكي قصة الإمام الحسين (عليه السلام) بشكل حداثوي ومتناسب مع التقنيات التصميمية العالمية , هي عبارة عن قضية مقتل الإمام الحسين (عليه السلام ) ومن خلالها نبين للعالم هذه القضية الحسينية الكبيرة وما شهدت من ظلم وانتهاك للحرمات التي مرت بسيد الشهداء وأهل بيته (عليهم السلام ), فالكثير يسمع عن الإمام الحسين (عليه السلام) ولكنه لا يعرف ما هذه القضية وما أحداثها الحقيقية التي جرت في كربلاء فهذا المشروع الكبير سوف يجسد كل هذه المضامين وبشكل حضاري متطور بحيث تصل المعلومة البصرية إلى كل الجنسيات وكل الثقافات العالمية والمذاهب الإسلامية وغيرها .
"موضحا" ضياء الدين : الفكرة عبارة عن نصف بيضة تعتبر أضخم بيضة في العالم , والجدير بالذكر ان البيضة من التكوين الهندسي الإلهي وهي أقوى تكوين من ناحية القوة "مبينا" وفكرة البيضة أخذت من نواة الأرض وهذه النواة هي كربلاء وأيضا فيها دلالات معنوية وفلسفية تبين ان واقعة كربلاء كان لها القوة الكبيرة والحالة الإنسانية الضخمة العملاقة لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
مضيفا ضياء الدين: حيث يدخل الزائر بدخول الركب الحسيني ومن ثم ينتقل الى مرحلة الملحمة البطولية لسيد الشهداء وفي ابعد نقطة من هذه القبة وبآخرها تحديدا تكون ملحمة الإمام ابو الفضل العباس (عليه السلام) وبالتالي عودة الزائر الكريم الى مشاهدة العملية الإجرامية في حرق الخيام وعند خروجه من القبة يرى مرور السبايا الى الشام فبذلك تكون القصة كاملة ومجسدة برسوم جدارية ومفردات حية نحتية في الأرض بطرح علمي حديث بحيث يحس الزائر ويشعر بواقعة كربلاء وكأنه دخل كربلاء قبل 1400 سنة , والطرح بأكثر من ثلاثة أبعاد وست أبعاد وقد يصل الى ثمانية أبعاد بالصوت والصورة والضوء وكل ما يتعلق بالأمور الفنية بحيث ان الزائر الكريم يستشعر حرارة كربلاء وحرارة الموقف الذي حدث في يوم عاشوراء , وهذا الوصف هو بسيط نسبة الى ما سنقوم به من اعمال فنية ودرامية ومؤثرات صوتية وضوئية .
وأكمل قائلا : " صممنا هذا المشروع (بماكيت) مصغر ومخططات بسيطة وساهم معي في التصميم الأستاذ (ذو الفقار عثمان) احد اشهر مهندسي بيروت وكان متطوعا في رسم بعض مخططات المشروع لبناء الهيكل الحديدي له ولديه أفكارا هندسية إضافة الى الفكرة الفنية والفلسفية التي طرحناها وكان تواصلنا مع كل الفنانين في انحاء العالم وفي الجامعات العراقية ايضا من اجل تكوين اكبر مجموعة لخدمة هذا المشرع كون رسالة الامام الحسين(عليه السلام) هي رسالة شاملة وعظيمة فلابد ان تعمل اكبر الطاقات والخبرات في هذا المشروع حتى يكون مشروعا شاملا وإنسانيا كبيرا .
"موكدا" ضياء الدين: تواصلنا مع المهندسة المعمارية العراقية (زها حديد) وهي اشهر مهندسات العالم لتساهم في هذا المشروع وأبدت تعاطفها وتعاونها واستعدادها للعمل في مشروع البانوراما ,وجهنا دعوة للمهندسة (زها حديد ) لزيارة كربلاء المقدسة وللإطلاع على مشاريع العتبة الحسينية المقدسة بشكل عام و ايضا الإطلاع على مشروع البانوراما وتحديد الارض وتحديد المتطلبات وسيكون هذا المشروع محط أنظار العالم وستكون مساحته كافية لإستيعاب ملايين الزائرين من محبي اهل البيت (عليه السلام) وهذا مشروعنا بدعم من الإمام الحسين (عليه السلام).
وأوضح قائلا : تم طرح مجموعة من المقترحات للمواقع التي تمتلكها العتبة الحسينية لدراسة الموقع والفضاء والبيئة ولكن هناك امور فنية مثل المساحة والطرق الخارجية للموقع , وقد طرح موقع جديد وهو الان محط الدراسة ونطمح ان يكون هو, بحيث انه الأقرب للعتبة الحسينية المقدسة والكائن في حي النقيب قرب مجسر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والى الان لم تحسم القضية كون لابد من دراسة هذا الموقع من كل الجوانب الفنية العلمية والخدمية ليكون المشروع ناجحا وفعالا ومجديا على اقل تقدير لمدة خمسين سنة فأكثر .
وختم حديثه قائلاً: من هذا المشروع سنوصل رسالة إلى العالم اجمع بما حدث من مأساة في واقعة كربلاء في عام 61هــ بطرح نابع من العتبة الحسينية المقدسة ليستشعروا مأساة الامام الحسين (عليه السلام) وان النتاج الكبير والحقيقي سيكون متكاملا بالمشاركة الكبيرة لذوي الاختصاص والمهتمين في هذا المجال.