تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 26 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 28/3/2014م تناول ثلاثة أمور جاءت كما يلي:
الأمر الاول:
حول مسألة الانتخابات..
ذكرنا سابقاً ان الانتخابات لابد من الحضور الفاعل بها لأنها طريق مهم من أجل تبديل أي وضع يراه الانسان سيئاً او غير متكامل او غير جيد؛ فعليه ان يسعى دائماً ضمن القنوات المقبولة دستورياً وقانونياً وهذا حق له فمن حقه ان يمارسه وليس من الصحيح ان يترك الانسان حقه ..
وقد تكون بعض المبررات واقعاً غير مقبولة خصوصاً بعض الحقوق اذا ذهبت لا تعود.. وهذا مطلب أكدنا عليه.. وايضاً ذكرنا إن المرشّح لهذه المهمة العظيمة والضخمة والمهمة، ايضاً لابد ان تتوفر فيه مجموعة من الصفات سواء هو يقتنع بها او الآخرين الذين يجعلونه ممثلا ً عنهم اقتنعوا.. وهذه الصفات مطلوبة من أجل النهوض بهذه المهمة على افضل وجه، المرشح لابد ان يعرف على أي شيء سيقدم، والناخب ايضاً عليه ان يعرف أي شخص سيمنحه هذه الثقة ..
في الآونة الأخيرة حقيقة ظهرت مجموعة من الاسئلة من جانب ومجموعة من الدعاوى من جانب آخر ومفادها : المرجعية الدينية العليا هل تدعم قائمة معينة او لا ؟
واقعاً اقول المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني – دام ظله الوارف- لا تدعم أي قائمة من القوائم، وكل شيء خلاف ذلك فهو اما اشتباه واما وهم واما كذب.. هذا كلام واضح وصريح وفصيح لا يقبل التأويل ولا شيء آخر، واي شخص آخر يتكلم خلاف ذلك كلامه لا اعتبار له اصلا ً ..
الخيار خيار الناس والقناعة قناعة الناس .. الناس هم الذين يختارون ويضعون ايديهم على ما يقولون.. المرجعية اذا ارادت ان تدعم احداً تقولها بصراحة، لا يمكن ان تقول لهذا دون ذاك او تسر هذا وتسر ذاك.. هذا الكلام غير صحيح ..
نعم المرجعية تشجّع على الانتخابات وتشجع المواطنين، اما ان المرجعية تدعم قائمة معينة هذا الكلام لا صحة له والذي يعتقد ذلك اما واهم او يكذب واما شيء آخر..
الخيار خيار الناس.. نحن نختار ونتحمل نتائج خياراتنا، نعم نحن علينا ان ندقق في الاشخاص بالشكل الذي يحفظ لنا حقوقنا التي يمكن ان يحققها تحت قبة البرلمان..
الأمر الثاني :
للأسف صحياً اكتشفت حالة جديدة في شلل الاطفال.. وعندما اقول حالة مرضية واحدة يعني هذا امر خطير بالنسبة الى هكذا مرض والجهات الرسمية تقول هذه وفدت لنا من سوريا..
واقعاً اخواني نحن نحتاج الى ثقافة مهنة أي مهنة تحتاج الى ثقافة .. طبعاً اللقاحات موجودة وكثيرة جداً في وزارة الصحة . أين تكمن المشكلة ؟! المشكلة تكمن في الاشخاص الذين يكلّفون باللقاح.. نحن نعاني من مشكلة وهي حرص حقيقي على انجاز ما نُكلّف به غير موجود، وهذا الحرص يدفعنا الى ان نتساهل والتساهل في بعض الحالات يولّد نتائج خطيرة جداً ..
يعني عندما يكلف احد الموظفين مثلا ً ان هذه اللقاحات(100) عبوة وتلقّح بها(100) شخص، ما هو الدليل انك لقحت( 100 ) شخص؟
ان تأتي بهذه الظروف فارغة حتى تعرف الجهات انها استعملت للتلقيح! .. ماذا يصنع هذا الفريق يذهب يلقح( 20) او( 30) ثم يضجر ويكسر هذه العبوات او يرميها في المجاري او أي مكان، ويأتي بالظروف فارغة ويقول لقد قمت بالتلقيح..
هذه مشكلة وخيانة والانسان ليس له ضمير، مجرد انه قد يصيبه نوع من الملل او الضجر والنتائج تكون خطيرة جداً ..
نحن نحتاج الى ثقافة مهنة .. واقعاً الوزارات كلها أي منتسب جديد لابد ان يعرف ان ما هي المهام المكلّف بها؟ وكيف نحصل على انتاج جيد من هذا المنتسب فهو طاقة؟ ولكن هذه الطاقة سرعان ما تذوب اما لأن وجد غيره في المؤسسة او من لا يحسن التصرف او وجد غيره من يثبطه وهذه النتيجة ..
انا اقول للأهالي انتم بادروا بجلب اولادكم الى اللقاح .. فهذه القضية لا يمكن ان نتساهل بها.. انتم ايها الاباء والامهات اذا هذا الفريق لا يُحسن؛ انت كن حريصا على اولادك واطفالك ان تأتي بهم الى المراكز ..
الجهات الرسمية قبل ايام كشفت عن هذه الحالة وحقيقة هذه الحالة تعتبر خطرة فشلل الاطفال غادر العراق منذ فترة طويلة.. والفرق الصحية المخلصة جزاهم الله خيراً وانا هنا لا اتحدث عن المخلصين الذين جزاهم الله تعالى على جهودهم المبذولة، ولكن اتحدث عن افراد لا ضمير لها وتحاول في كل شيء ان تخرّب حتى في علاج الاطفال..!!
الأمر الثالث :
طبعاً الصناعات الخفيفة كنّا في البلد نشاهد صناعة الاسمنت والطابوق والزجاجيات وبعض الصحيات .. بعض هذه الصناعات بدأت تغادر، وبعض المعامل لا زالت معامل تابعة للدولة.. واقعاً الدولة لابد ان تحمي موظفيها.. انا سمعت بعض مفاصل الدولة تجعل هذا المعمل خاسرا، ولذلك تقلّص الرواتب الى الحد الادنى، طبعاً موظف لأكثر من( 20 ) سنة يُقابل هكذا من الدولة هذا ليس انصافاً .. الدولة لابد ان تهتم برعاياها بشكل جيد ولابد ان تحميه ..
بصراحة ارض العراق فيها منتوج جيّد، لكن المؤسسات بدأت لا تنافس ما موجود في السوق، لأن الامور مفتوحة على مصراعيها، الدولة لابد ان تحمي منتوجها حفاظاً على هذه العوائل، والموظف الذي سعى جاهداً من اجل ان ينتج امور جيدة خصوصاً ان بعض المعامل فيها شهادات عالمية ..
اذا تم فتح الاستيراد بأسعار رخيصة جداً كيف يتم الحفاظ على المنتوج المحلي .. قطعاً سيكون المعمل خاسرا.. نحن نريد ان نبني .. انت يا ايها المسؤول بدل ان تلزم الشركات الكبيرة ان تأخذ من منتوجك لأنه جيد .. كيف تفتح الاسواق امام البضاعة الاخرى وتهدّم منتوجك..
هل هي مسألة عدم فهم .. مسألة سياسية .. مسألة قلّة خبرة .. مسألة مزاج .. حقيقة لا أعرف .. مسألة الجار يؤثر عليك .. بضاعة فلان جيدة وبضاعتي غير جيدة .
والنتيجة هي تضييق على بعض الموظفين والمؤسسات والضغط على ارزاقهم الى الحد الادنى بسبب هذه السياسة غير المتزنة مع ما يتطلب فيه الوضع في العراق..
ارجو اعادة النظر حرصاً على سمعة البلد وسمعة المنتج، وهؤلاء الناس الذين بذلوا جهداً ..
لابد من وجود رعاية خاصة وتكريم خاص، لأن هناك جنود مجهولين في العراق، وأزح الستار ستجد الكثير من العناصر الخيرة التي دأبت وتستمر من اجل ان تحافظ على هذا البلد..