تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 19جمادي الأولى 1435هـ الموافق 21/3/2014م تطرق الى ثلاثة أمور جاءت كما يلي:
الأمر الاول :
ما يتعلق بتأخر اقرار الموازنة..
وقد أوشك أن يمضي الربع الاول من هذه السنة ولم تقر الموازنة ، فإن لذلك انعكاسات مضرّة بالتنمية وأداء الخدمات، وتنفيذ المشاريع التي يحتاجها المواطن، وحتى بمسألة تشغيل نسبة من العاطلين عن العمل، ومما يؤسف له اننا في العراق سنوياً نعاني مدة من الزمن فيما يتعلق بالموازنة من كلام طويل، ودخول في مهاترات سياسية، وبعد مضي وقت طويل حيث ينعكس سلباً هذا التأخير على عمل مؤسسات الدولة، والمشاريع المطلوبة لخدمة المواطنين .. حتى تقر الموازنة، ويبدو ان مسألة الموازنة اصبحت جزءاً من الازمة السياسية في هذا البلد..
والمطلوب – ونحن على ابواب الانتخابات – من جميع الاطراف ان تتعاون لوضع حل لهذه المشكلة التي بدأت انعكاساتها السلبية، بسبب تراكم التأثير في كل عام لتأخير الموازنة واضحاً وجلياً على التنمية وخدمة المواطن بصورة عامة...
الأمر الثاني :
ما تزال دوامة العنف والتفجيرات المستمرة في مختلف انحاء العراق تحصد الارواح للمواطنين الابرياء بأعداد كبيرة، وتخلِّف وراءها المزيد من المآسي والفجائع، وتزايد اعداد اليتامى والارامل والمعوقين..
وعلى الرغم من الكلام في هذا الملف مراراً وتكراراً.. حول ضرورة وضع خطط ومعايير مهنية، وتفعيل الجانب الاستخباري، وتطوير الاداء المهني لأفراد الاجهزة الامنية؛ إلاّ انه يبدو من جهة عملية ً لا يتم شيء من ذلك..
وبالنتيجة لا نجد وضع حد لهذه الجرائم التي تحصد هذه الارواح البريئة في انحاء البلد .. فالمطلوب مراجعة هذه الخطط، وتقييمها بصورة مهنية، والعمل جدياً لتلافي الاخطاء و الثغرات..
الأمر الثالث :
ما يتعلق بالحملات الانتخابية
فان هناك نَمَطٌ من المرشحين يتوسلون بوسائل غير مقبولة شرعاً ولا اخلاقاً لكسب اصوات الناخبين، ومن ذلك الوعود بتقديم خدمات معينة او تعيين في دوائر الدولة او توزيع مواد غذائية ونحوها او الاستعانة ببعض المقاولين الكبار لتمويل حملتهم الانتخابية مقابل وعود بمنحهم مقاولات في مشاريع الدولة، وغير ذلك من الوسائل التي اصبحت معروفة لدى عموم المواطنين.
ان الذين يتوسلون بهذه الوسائل فإن ذلك كاشف ومؤشر على كونهم غير مؤهلين لأن يؤتمنوا على المسؤولية في هذا البلد.. والمرشح الذي يستخدم مثل هذه الوسائل يُؤشّر ذلك على انه ليس نزيهاً وليس مؤهلاً لأن يتولى ايّ مسؤولية، وان يكون موضع ثقة المواطن.. والمواطن يجب ان يكون نَبهاً ويقظاً الى عدم صلاحية امثال هؤلاء، ليعطي لهم صوته ويمنحهم الثقة .. فان من الشروط والمعايير الاساسية في المرشح ان يكون صالحاً ونزيهاً، وبالتالي فالمرشح الذي يتوسل بمثل هذه الوسائل لكسب صوت المواطن؛ لا يستحق ان يعطى له الصوت الثمين للمواطن ..
وهناك مسألة اخرى ..
وهي ان بعض المواطنين يَزْهَدْ بصوته ويعتبره غير مؤثر..
نقول نعم الصوت الواحد – ربما – ليس مؤثراً، ولكن بضم هذا الصوت الى ذاك الصوت الى ذاك الصوت الى آخر؛ سيكون مؤثراً ونافعاً للجميع، والجميع سيجني ثمرة ضمّ هذه الاصوات الى بعضها ..
و مثال ذلك :
فان الحجر الكبير لا يَسَعُ شخصٌ واحد ا يحركه اذ يحتاج – ربما- الى عشرة اشخاص مثلا ً فاذا تعاونوا يتمكنون من تحريكه .. اما اذا لم يتعاونوا فلا ينفع تحريك شخص واحد ..
ولكن بما ان الجميع بحاجة الى تحريك هذا الحجر الكبير لمصالح وأهداف تهمهم جميعاً ، فلابد من ان ينضم جُهْدُ كل واحد الى الاخر لتحريك الحجر ليتحقق لهم جميعاً الهدف المنشود..
وبالتالي فان واجب الجميع ان يمنح صوته لمن يستحق وفق المعايير التي ذكرناها حتى نحرك وَضعنا نحو الأفضل..