بدأ قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بالسعي الحثيث لمواصلة استعداداته الخاصة بإقامة حفل الافتتاح الرسمي لـ(مركز تراث الحلة) في محافظة بابل، والذي سيُقام يوم الجمعة (21ربيع الآخر 1435هـ) الموافق لـ(21شباط 2014م) تحت شعار: (الحلة مهد الأنبياء ودوحة العلماء) وعلى قاعة دائرة صحة محافظة بابل.
حيث تمّ تشكيل لجان عديدة أوكلت لها مهمة القيام بالتهيئة والتحضيرات لحفل الافتتاح ومنهاجه وفقراته كما يليق بسمعة ومكانة العتبة العباسية المقدسة، ومن هذه الأعمال تم توجيه دعوات لعدد من الشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية من داخل وخارج محافظة بابل إضافة للممثّلين عن حكومتها المحلية.
هذا وسيشمل منهاج الافتتاح إلقاء كلمات وقصائد شعرية وعرض فلم فيديوي يوضّح مراحل تأسيس ونشأة المركز منذ خطواته الأولى، إضافة لإقامة ثلاثة معارض، معرض للكتاب الحلّي ونتاجات العتبة المقدسة، ومعرض للُّقى النادرة والمقتنيات التراثية الحلّية التي حصل عليها المركز، ومعرض للصور الفوتوغرافية التراثية يضمّ 80 صورة لشخصيات ومعالم حلّية تمثّل حقباً زمنية متعاقبة.
كذلك سيشمل حفل الافتتاح توزيع جوائز ودروع تقديرية من العتبة العباسية المقدسة لمؤسّسي المركز على ما بذلوه من جهد خلال فترته التأسيسية.
يذكر أن إنشاء مركز تراث الحلّة يأتي ضمن نشاطات العتبة العباسية المقدسة العلمية والبحثية، ودعماً منها للتوثيق التاريخي لمدن العراق وألحقته بقسم الشؤون الفكرية والثقافية، وذلك ضمن سلسلة المراكز التي يجري تأسيسُها في مدن العراق المختلفة، من أجل المحافظة على تراث هذه المدن، وتأليف الكتب والدراسات المتخصّصة بتراثها، حيث تحتلّ مدينة الحلّة أهمية كبيرة في التراث العراقي الإسلامي بصورة خاصة، وفي الديانات السماوية بصورة عامة, فمدينة الحلّة كانت وما زالت راعية لكثير من الفعاليات الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها, والتي أثّرت وتأثّرت بها كثير من الحضارات الإنسانية المتعاقبة, بدءً من الحضارة البابلية بأدوارها المتعاقبة وصولاً الى الحضارة والثقافة الإسلامية، وخير شاهد على ذلك احتضانها الحوزة العلمية للطائفة طيلة (389)عاماً, وكذا دورها في الثقافات الحديثة والفنون.